شيوخه:
١ - أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي: يعدُّ من كبار أئمة العربية حيث تتلمذ على خاله العَلم المشهور إمام النحاة أبي علي الفارسي، واستقرَّ آخر عمره في جرجان مما سَهَّل للجرجاني أن يتتلمذ عليه، بل لازمه واستفاد منه كثيرًا حتى قيل عنه - أي عن الجرجاني - أنه لم يأخذ عن غيره مجالسة، فاشتهر به لكثرة ملازمته له. بل قال السيوطي (١): إن الجرجاني قرأ على أبي الحسين الفارسي وليس له أستاذ سواه، وكذا قال الفيروزآبادي (٢).
٢ - أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني: قاضي الري في أيام الصاحب بن عباد. ويرى ياقوت الحموي أن الجرجاني درس على يد القاضي أبي الحسن وجالسه واغترف من بحره، وكان ينقل عنه حتى في كتبه ويفتخر بالانتماء إليه.
لكن الدكتور أحمد بدوي في كتابه "سلسلة أعلام العرب" عندما ذكر عبد القاهر الجرجاني شكك في أن يكون القاضي أبو الحسن الجرجاني من مشايخ عبد القاهر الجرجاني، وحجته في ذلك أن القاضي الجرجاني توفي سنة (٣٩٢ هجرية) فمتى يكون عبد القاهر أخذ عنه؟
والذي يظهر - والله أعلم - أن الاعتماد على تاريخ وفاة القاضي الذي ذكره الدكتور أحمد بدوي ليس بالحجة القوية، لأنه من المحتمل أن يكون الشيخ قد توفي في هذه السنن ولا يمنع أن يكون عبدالقاهر بلغ ما يزيد على التسعين من عمره، على أن بعض العلماء الذين ترجموا للقاضي أبي الحسن ذكروا أنه مات سنة (٣٦٦ هجرية) وهذا ما رجحه ابن خلكان في "وفيات الأعيان" ونقله عن الحاكم أبي عبدالله بن البَيِّع في "تاريخ النيسابوريين"، وبهذا يتبين أن عبدالقاهر
_________
(١) بغية الوعاة (١/ ٩٤).
(٢) البلغة ص ١٢٧.
1 / 30