فإني ملح بالدعا لا أزائل و إني لوقاف لبابك سائل***لفضلك راج منك نجح وعودي
إلهي نفسي لا تبوء بخسرها
و لا قنطت من يسرها بعد عسرها
و لا سئمت من ضيقها تحت أسرها
و قد دفعتني الكائنات بأسرها***إليك و لم تحفظ وثيق عهودي
قصدتك ربي إذ عرفتك واحدا
وجدتك ربي إذ علمتك واجدا
إلى من أرد الوجه مولاي جاهدا
و إني إن زايلت بابك قاصدا***سواك فقد أبرمت نقض عقودي
القسم الثالث:
في تضرعه إلى معبوده لشكاية شؤم جدوده
و بيان قطعه الأسباب و اتصاله برب الأرباب طمعا في نيل جوده
رفعت إليك الكف يا خير رافع
و أحسنت ظني فيك بين قواطعي
و ما معك اللهم ليس بما معي
و حاشاك عن ردي و قطع مطامعي***لشؤم جدودي و اتضاح جمودي
أحاطت بهذا العبد سود المصائب
و جد و لكن سهمه سهم خائب
و ما السعي إن لم يتصل بالمواهب
و إن كان سعي لا يفي بمطالبي***و إن حظوظي عن مناي قيودي
معوقة قصدي مضيق رحابها
تناصبني رغم الأماني حرابها
إذا فتحت بابا فللشر بابها
فإن بقصدي الله تغدو صعابها***و إن عظمت قدرا أذل مقود
و يعتزز بالله عز و من له
تولى ففي الحالات يرفع ذله
و من ذل في تمجيده لم يذله
و من يتمسك بالإله تكن له***إذا رامها العنقا أذل مصيد
رأى الله للإسلام مني قائما
و سل عزومي لو تحقق صارما
فأصبحت بين العزم و الدرك هائما
و لما رأيت الحظ عني نائما***و كان قيامي فيه مثل قعودي
و كان اجتهادي كالتقاعد جاثما
و صرت لما أبني كما كنت هادما
تريني الأماني شكل ما كنت حالما
و إن فعالي مثل مالي كلاهما***لدارس دين الله غير معيد
إذا تم أمر كنت في الماء راقما
و إن أحكم التدبير حكم تصارما
كأني لحزمي مثل عزمي مزاحما
و إن لساني مثل كفي كلاهما***لإظهار دين الله غير مفيد
و من عثرات الجد أني طالما
رمى الغدر تدبيري فأثبت ما رمى
و إني لا آوي من الصدق عاصما
و إن حسامي كاليراع كلاهما***لأعداء دين الله غير مبيد
أرى نصر ربي من أداء أمانتي
و هيهات عزت مكنتي و مكانتي و حالت إلى خرط القتاد إعانتي
Страница 3