Совесть: очень короткое введение
الضمير: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
أنا ضميرك اللعين ...
ويتدخل إمينم (في دور سليم شيدي) كي يقاوم نصيحة الضمير الصالحة، مقترحا في تلك الحالة أن يسرق إيدي المال و«يطلق الرصاص على تلك العاهرة».
ويعد د. دري - في دور صوت الضمير - عصريا جدا: فهو مقنع من ناحية لكنه ضعيف بعض الشيء وليس من الصعب إطلاقا تنحيته جانبا. ويتنازع الضمير مع سليم على روح إيدي، ثم في نهاية الأمر يلقي بحجة عتيقة الطراز حول التعقل والعواقب «حسنا، لكن إذا تم كل شيء كما يفترض، فسوف يعرف الحي بأكمله ويفضحونك»، وهي حجة من المستبعد أن تنتصر في العالم الأقل تقبلا الخاص براب العصابات. وعلى الرغم من أنه يلقي مواعظ أخلاقية لأبطال إمينم المريبين، فإن دري لا يبلي بلاء حسنا في دور الضمير. ولما كان الضمير مجردا من التفويض الإلهي، فهو نفسه عرضة للهجوم على شخصه، مثلما حدث عندما «يدعوه» سليم باسمه ويستشهد بسيرته الذاتية المختلطة:
السيد دري؟ السيد إن دابليو إيه؟
السيد إيه كيه يخرج مباشرة من كومتون ...
كيف بحق الجحيم ستطلب من هذا الرجل ألا يكون عنيفا؟
وللمفارقة، كاد ذكر الماضي العنيف لدري/الضمير يعيد إليه مصداقيته، لكن في نهاية الأمر أصبح كل ما يتعلق بالضمير مبتذلا، بما في ذلك حقيقة ذهاب هذا الدور إلى دري، وهو شخصية موقرة لكنه أصبح الآن إحدى «الشخصيات الثانوية» في عالم الراب. وما زلنا نتعرف على صوته عندما نسمعه ونثني على منطقه المدروس، لكنه لم يعد يملك الأثر القديم الذي يسبب شحوب الوجه وارتجاف الساقين وكل الأعراض الأخرى التي كانت تصيب ضحايا الضمير في الماضي.
منافسو الصوت
يمكننا دائما تكبير الصوت الخافت للضمير، كما حدث في مسرحية شكسبير «ريتشارد الثالث». فعندما كان ريتشارد على وشك خوض معركة بوزوورث وتؤرقه الكوابيس، سمع ضميره يتحدث بألف لغة: «ضميري له ألف لغة، وكل لغة تأتي بقصص عديدة، وكل قصة تحكم علي بالشر.» وحتى إذا كان الصوت مضاعفا أو مرتفعا، ففي بعض الأحيان لا يستطيع القيام بالمهمة وحده؛ إذ نحى ريتشارد ضميره جانبا بوصفه «ليس سوى كلمة يستخدمها الجبناء» وهو بذلك نموذج يستدل به. وهو مهزوم أمام الضمير، لكن في حالات أخرى عندما يخمد أو يخفض صوت الضمير قد تستدعى مصادر اتصال أخرى. وكثيرا ما كانت الكتابة والتصوير البصري يخدمان أهداف الضمير، على الرغم من أن علاقتهما به قد تكون أحيانا تنافسية بالإضافة إلى كونها تعاونية.
تعد الكلمة المكتوبة حليفا عنيدا - وفي الوقت ذاته مهما - للضمير، فلطالما كان للضمير صلة مؤكدة بالكتابة. ومنذ سفر دانيال حيث كانت أصابع يد إنسان تكتب على حائط بلشاصر ملك بابل، كان اتخاذ المطلب الأخلاقي صورة مكتوبة فكرة منتشرة. وبلا ريب فاليد الخفية في سفر دانيال كانت تكتب نبوءة تتعلق بالإطاحة بالملك وليس أمرا شخصيا. لكن رد الفعل الجسدي للملك الذي تتغير فيه ملامحه وتضطرب أفكاره وتصطك ركبتاه يبدي كل العلامات التي عادة ما تصاحب هجوم الضمير في المعتقدات المسيحية اللاحقة. وعلى الرغم من أن اللغة العبرية لم تكن بها كلمة واحدة مرادفة للضمير بعد، فسوف تبنى الصلة الضمنية بين تلك الكتابة السحرية وإملاءات الضمير في نهاية الأمر ويعاد بناؤها. وفي أطروحة شهيرة يرجع تاريخها للقرن السابع عشر تحمل عنوان «فتح كتاب الضمير وقراءته»، يربط جون جاكسون بين كتابة دانيال «إملاءات الضمير على جدار، وهو جدار الضمير» وبين الجدار النحاسي الذي يقاوم الإدانة الذاتية غير الضرورية وأطروحة «فتح كتاب الضمير وقراءته» نفسها. وطوال تاريخه، سعى الضمير إلى أن يجعل نفسه ومبادئه شيئا مدونا أو مغروسا في الذهن.
Неизвестная страница