فهرول مونسورو مسرعا ليتبين ذلك الرجل.
ولكنه لم يلبث أن بلغ إلى الحديقة، حتى توارى الفارس عن نظره ولم يعد يراه.
فجن من الغيرة، وأول ما تبادر إلى ذهنه سانت ليك، فالتهب صدره حنقا عليه.
ودخل إلى المنزل وهو عازم على مبارزته والانتقام منه بالقتل.
وعند الظهر، جلس أهل المنزل على المائدة، وبينهم سانت ليك، فلما فرغوا من الطعام نظر مونسورو إلى سانت ليك نظرة الاحتقار وقال له بلهجة المتهكم: لي كلمة ألقيها إليك أيها الضيف العزيز ... أتسمح لي بمقابلة؟ - نعم، فمر بما تشاء.
فخرج مونسورو، وخرج بإثره سانت ليك حتى وصلا إلى السور.
فوقف مونسورو حيث خيل له أنه رآه وقال له: ألست أنت الذي رأيته يتسلق هذا السور ... عند الصباح؟
ففطن سانت ليك إلى ما يعلمه من اجتماع باسي بديانا، وعلم أن مونسورو رآه عند الصباح وحسبه سانت ليك.
فقال في نفسه: هذه فرصة مناسبة للمبارزة، وبلوغ ما أتمناه من خدمة باسي بقتل هذا الرجل.
ثم نظر إلى مخاطبه نظرة المتهكم، وقال: نعم. - ماذا أردت بدخولك الحديقة على هذا النمط؟ وما كان المانع عن الدخول إليها من بابها؟ - لأني رأيتها مقفلة الأبواب كثيرة الحجاب، ثم رأيتها جنة دانية القطوف فهبطت إليها من السماء.
Неизвестная страница