وقد ورد عظيم في الإخلال بشيء منها فقال عز من قائل : { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون } ( المطففين / 4،1) ثم انذرهم ونبههم الى مراعاة يوم يناقشون فيه الحساب ويقتص منهم فيما نقصوه من المكيال والميزان فقال { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون } ( المطففين /4) ، وببخس المكيال والميزان أهلك الله قوم شعيب عليه السلام .
وغير خفي أن التعامل الآن في بلادنا بمكاييل وموازين فرنسوية واندثرت مكاييلنا وموازيننا فوجب أن نعلم الشبيبة هذا الفن حتى يكونوا على بصيرة من هذه الآلآت التي ابتلينا بالتعامل بها في ظعننا وإقامتنا كما يجب علينا أن نحافظ على أوزاننا الشرعية لأداء الحقوق كما قدمنا .
وهذا الفن من لوازم العمران لا من الكماليات حتى يصح الاستغناء عنه لبعض .
الإجمال في الفنون بعد التفصيل
يتبين للمطلع على ما كتبناه على الفنون وما أتينا به باختصار وألممنا به من تلك الفنون الحيوية ، عدم منافاتها للقرآن والإسلام ، ويتبين له كونها من الواجبات الحيوية والعدة اللازمة للوقاية من انكسار شوكة الإسلام وانهدام أطمه وانهزام أنصاره أمام أي قوة أجنبية عنه تحاول القضاء عليه وطمس معالمه ، وتلك من وسائل إعلاء كلمة الله .
والزاعمون مباينتها للدين وأنها مما يضر به ، بينهم وبين إدراك أسرار الله وفهم سننه في الكون أغوار وأنجاد ، ومعالم وأطواد وهذا النزر اليسير من علوم حقائق الموجودات وخواصها وأسرارها ما هو إلا كمصة من وشل ، يندرج تحت هذه الكلمة علوم شتى لا تكاد تحصى ولا تخطر ببال الجامدين الذين يصمون الحق بالباطل ويتكلمون فيما ليس لهم به علم { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا } ( الإسراء / 36 )
وكلها من العلوم المفيدة اللازمة في الدين والمعاني الأدبية والأمور المادية ، وقد دعا الله إلى النظر في موضوعاتها غير مرة بل أكثر القرآن جاء حاثا على النظر في الموجودات كما قدمنا .
Страница 64