٨١- وأما ابن السكيت، فمن خبره ما حدثنيه محمد بن الحسين، قال: حدثني عبد الله بن عبد العزيز النحوي، قال: قال لي يعقوب بن السكيت: أريد أن أشاورك في شيءٍ، قلت: قل. قال: إن أمير المؤمنين -يعني المتوكل- قد أدناني وقربني وندبني إلى منادمته، فما ترى؟ قلت: لا تفعل! وكرهت له النهاية، فدافع بذلك يعقوب، ثم تطلعت نفسه إليه، فرجع، فشاورني، فقلت له: يا أخي! احذره على نفسك، فإنه سلطانٌ، وأكره أن تزل بشيءٍ؛ فحمله الحب لذلك على أن خالفني، فقتله في أول مرةٍ لشيءٍ جرى بينه وبينه في أمر الحسن والحسين ﵄، وكان أوله مزاحًا، وكان ابن السكيت يتشيع، فقتله.
ومن النحويين من قرب من السلاطين فحظي عندهم، وأحمد أمره معهم
٨٢- منهم علي بن حمزة الكسائي. وأصل علمه من البصرة وعن أهلها أخذ الصحيح من علمه كما حدثني علي بن سلميان، قال سمعت محمد بن يزيد، يقول: سمعت أبا عثمان المازني، يقول: حدثني الأخفش، قال: حدثني يونس بن حبيبٍ، قال: أقام الكسائي عندنا بالبصرة عشرين سنةً، ثم رحل إلى الكوفة، فأخذ عن أعرابٍ ليسوا بفصحاء، فأفسد الحق بالباطل.
٨٣- قال أبو جعفرٍ: فقد صار النحو كله من البصرة لأن الكسائي منهم تعلم، ثم قرأ على الأخفش كتاب سيبويه، ويحكى أنه دفع
1 / 56