عمرو: فقلت: أسمهم لي.
قال: كاتب خراجٍ يحتاج إلى أن يكون عارفًا بالطسوج والمساحة والتقسيط خبيرًا بالحساب والمقاسمات.
وكاتب رسائل يحتاج إلى أن يكون عارفًا بالفصول والوصول حاذقًا بالعقود والفتوح والترغيب والترهيب والابتداء والجواب.
وكاتب قاضٍ يحتاج أن يكون عارفًا بالحلال والحرام والتأويل والتنزيل والمتشابه والمقالات والاختلاف في الأموال والفروج حافظًا للأحكام حاذقًا بالشروط.
وكاتب جندٍ يحتاج إلى أن يكون عارفًا بحلى الرجال وشياة الدواب.
وكاتب معونةٍ يحتاج إلى أن يكون عارفًا بالقصاص والجراحات ومواضع الحدود ومبالغ العقوبات في الجنايات.
فمن أيهم أنت؟
قال عمرو: وكنت متكئًا فاستويت جالسًا تعجبًا من قوله: فقلت: أنا كاتب رسائل.
فقال: لي أخٌ من إخوانك واجب الحق عليك معنيٌ بأمورك لا يغفل لك عن صغيرٍ ولا كبيرٍ، يكاتبك في كل حقٍ وباطلٍ وأنت له على مثل ذلك تزوجت أمه كيف تكتب إليه أتهنيه أم تعزيه؟ قلت: هو إلى التعزية أقرب؛ قال: فاكتب إليه بذلك؛ فلم يتجه لي شيءٌ، فقلت: لا أهنيه ولا أعزيه ولا أكتب إليه. قال: إنك لا تغفل له عن شيء ولا تجد بدًا من أن تكتب إليه. قلت: هي بالمصائب أشبه. قال: فكيف تعزيه؟ قال:
1 / 41