Эпоха Возрождения: очень краткое введение
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
شكل 5-1: النظام الشمسي الذي صوره نيكولاس كوبرنيكوس في كتابه «حول دوران الأجرام السماوية» (1543). للمرة الأولى، تقع الشمس
sol
في مركز الكون.
1
في غضون شهر من نشر بحث كوبرنيكوس، طبع كتاب آخر كان من شأنه أن يغير شكل مجال آخر من العلم: وهو كتاب أندرياس فيزاليوس «حول تركيب الجسم البشري». نشر كتاب فيزاليوس في بازل في يونيو من عام 1543، ومثل بداية العلم القائم على الملاحظة وعلم التشريح الحديثين. وتوضح صفحة العنوان فيزاليوس وهو يقدم درس تشريح تصويري عام منعقدا في «مسرح»، حيث يحيط به التلاميذ والمواطنون والزملاء من الأطباء، وينظر فيزاليوس إلينا وهو يكشف بطن جثة أنثى. هذه الإيماءة تدعو القارئ لفتح الكتاب ومتابعة عالم التشريح وهو يختزل الجسم البشري إلى الهيكل العظمي الذي يحوم حول الجسم المشرح. كشف فيزاليوس سر الجسم الداخلي كخريطة معقدة من اللحم والدم والعظام، وهذا بمثابة مصدر - قد يكون لامتناهيا - للدراسة. لقد فتح استكشافه لأسرار الجسم البشري الطريق أمام دراسة الأذن وأعضاء التناسل الأنثوية، والجهاز الوريدي في وقت لاحق من القرن السادس عشر، وكذلك أمام نظرية ويليام هارفي عن الدورة الدموية في عام 1628.
كانت دراسات فيزاليوس التشريحية قائمة على الملاحظة المنهجية وتحليل الواقع التجريبي. وكان هذا معناه بالنسبة لفيزاليوس سرقة أجساد المدانين والمرضى كما اعترف قائلا: «لم أكن أخشى أن أقوم في منتصف الليل باختطاف ما كنت أتوق إليه.» وبينما كان فيزاليوس يستكشف الأسرار الميكروسكوبية للجسم البشري، استكشف كوبرنيكوس الأسرار الكونية الكبرى. وكانت لهذا دلالات عميقة؛ ففي نهاية المطاف، غير كوبرنيكوس من وجه الإدراك العلمي للزمان والمكان، وذلك بتقويض فكرة العالم المرتب إلهيا. وبدلا من هذا، أصبحت الأرض تصور على أنها مجرد كوكب واحد في زمان الكون وفضائه الممتدين. كما صور فيزاليوس الإنسان الفرد باعتباره آلية معقدة ومركبة من الدم واللحم والعظام، والتي سيعتبرها هاملت في المسرحية التي كتبها شكسبير فيما بعد «جوهر التراب»، وسيطلق عليها الفيلسوف رينيه ديكارت «آلة متحركة».
بالإضافة إلى أعمال كوبرنيكوس وفيزاليوس بدأت مئات المطبوعات في تحديد ملامح فروع البحث العلمي الناشئة: الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والعلوم الطبيعية والجغرافيا. وكان كتاب لوكا باتشولي «كل شيء عن الحساب والهندسة والتناسب» (1494) أول سجل عن التطبيق العملي للحساب والهندسة، وواحدا من بين 214 كتابا رياضيا نشرت في إيطاليا بين عامي 1472 و1500. وفي عام 1545، نشر المنجم جيرونيمو كاردانو كتابه «الفن العظيم»، وهو أول كتاب أوروبي معاصر عن الجبر. وفي عام 1537، أصدر نيكولو تارتاليا كتابه «العلم الجديد» الذي يتناول علم الفيزياء، وتبعه بدراسته عن الحساب التي تحمل عنوان «بحث عام حول الأرقام والقياس» (1556). أما في العلوم الطبيعية فقد درس ليونهارد فوكس في كتابه «تاريخ النباتات» (1542) أكثر من 500 نبات، بينما احتوى كتاب كونراد جيسنر «تاريخ الحيوانات» (1551-1558) على مئات الرسوم التوضيحية التي أعادت تعريف علم الحيوان. وفي الجغرافيا، وصلت تجارب الطرق الجديدة في رسم خرائط العالم إلى ذروتها في خريطة العالم التي رسمها جيرارد ميركاتور في عام 1569: ولا يزال إسقاط ميركاتور الشهير يستخدم حتى اليوم.
شكل 5-2: صفحة عنوان كتاب أندرياس فيزاليوس «حول تركيب الجسم البشري» (1543)، حيث تقدم دراما التحليل التشريحي كما لو أنها في مسرح.
2
كان الإبداع العلمي في عصر النهضة مرتبطا بثبات بالمتطلبات العملية، ولا سيما في مجال الحرب أكثر من غيره من المجالات. ومثلت مطبوعات نيكولو تارتاليا عن الميكانيكا والديناميكا والحركة أولى الدراسات الحديثة في علم القذائف. وقد أهدي كتابه «تساؤلات واختراعات متعددة» (1546) إلى الملك هنري الثامن ذي الطموح العسكري، وتناول الكتاب علم القذائف وكذلك ابتكار المدفعية واستخدامها. وقد تجاوب كتاب تارتاليا مع الاختراعات الجديدة في صناعة الأسلحة والحرب وأضاف إليها وطورها، وذلك بدءا من ابتكار استخدام البارود كوقود تفجيري في بداية القرن الرابع عشر حتى نشأة سلاح الفرسان الذي كان عاملا حاسما في صراعات القرن السادس عشر. وقد أدى تأثير هذه التطورات العسكرية العلمية إلى مزيد من التطورات في مجالي التشريح والجراحة. ففي عام 1545، نشر أمبرواز باريه - وهو من أشد المعجبين بفيزاليوس - دراسته عن الجراحة القائمة على اشتراكه في الحروب الفرنسية-الهابسبورجية في أربعينيات القرن السادس عشر. ودحض باريه المعتقد الشائع بأن جروح الطلقات النارية سامة، ورفض تضميد الجروح بالزيت المغلي، وقد كان هذا ابتكارا عمليا جعله يستحق فيما بعد لقب أبي الجراحة الحديثة.
Неизвестная страница