فتأثر عزت تأثرا عميقا، غطى على دهشته وتساءل: من أدراك به؟ - لا شيء يمتنع عمن وراء الأسوار. - ماذا تعلم عنه؟
فلم يزد على قوله: إنه فتى رائع. - سرعان ما فقدته.
هز رأسه نفيا ولم يعقب ... ترى هل يعرف عن سمير أكثر منه؟ واندفع ربما دون تدبر ليخرجه من تزمته فقال: آخر أخبار بدرية أنها تعمل مديرة لملهى ليلي ... «زهرة النيل».
ولكنه لم يتأثر. تساءل بلامبالاة: كيف حالها؟ - شاخت وخرفت! - نهاية طبيعية وإن جاءت قبل الأوان بقليل. - لنرجع إليك ... ما مشروعك عن المستقبل؟ - لا شيء!
رغم توقعه لذلك فقد حنق، غير أنه قال بنبرة ودية: لا تحمل هما ... ولكنك لست على ما يرام. - أصبت من أعوام بشلل نصفي، ولست آمل في تحسن أكثر مما بلغت. - يا للأسف ... ولكن الأمل موجود ... لا شك أنك متشوق للتأليف؟! - لا قدرة لي على تأليف جملة واحدة. - على أي حال لا تحمل للرزق هما.
فقال ممتنا: نعم الصديق أنت!
سرعان ما حدث تغير في صورة انفجار، بلا تمهيد ولا مناسبة ظاهرة. خرج به عن الزمان والمكان، ألقى به في جحيم فتوثب بإرادة من حديد وحطم حاجز الكذب. وقف كصاروخ، وقال بصلابة ورفض كالمجنون: إني صاحب الرسالة.
ارتسمت الدهشة على وجه حمدون وتساءل: أي رسالة؟ - رسالة الاتهام التي أرسلت إلى المحقق عقب القبض عليك!
ساد صمت كئيب ثقيل. رماه بنظرة بليدة. تساءل: أنت؟! - نعم ... وأعرف أنك اعترفت قبل وصولها، ولكنني أنا الذي أرسلتها.
ازدرد ريقه وسأله: لم؟ - خدمة للعدالة في الظاهر، ولكن لأستولي على زوجتك في الحقيقة!
Неизвестная страница