Бедуинский влюбленный
العاشق البدوي
Жанры
وعلى كل شيء طبيعي
وكل شيء غير متناه
وكل شيء نعم.
قال إنها قصيدة للأصلع الأمريكي إدوار أسلن كمنجز، اكتشف أنها أحب مكان لأوراق الأشجار المتساقطة وهي ترقد في باطنها باطمئنان.
القديسة تقيم وحدها بالمحراب بعد وفاة المختار سيد المحراب وأبيها الروحي، على الرغم من محاولة الأصدقاء إثناءها عن ذلك، لذا كانوا يزورونها يوميا، وقد يقضي كثير منهم الليل معها بالمحراب، بل كانت سارة وآدم ومايكل فيما يشبه إقامة دائمة بالمحراب، أما سارة فكانت تجده المكان الذي يلهمها وينشط ذاكرتها ويدفعها قدما على كتابة مذكراتها، كان قبر المختار قد توسط الحديقة، تقع عليه ظلال الأشجار الباسقة، وهو ما بين الدومتين العجوزتين، شيدت عليه القديسة وأصحابها قبة ضخمة، فأصبح كقبر لأحد أقطاب الصوفية في وسط البلاد الكبيرة، وهو أيضا مزار يؤمه الأصدقاء والأصحاب والمريدون. لم يكن بالأمر السهل على القديسة أن تتجاوز أزمة موت المختار، لم يكن سهلا أن ترى العالم في غياب حكمته اليومية وطلعته وابتسامته، بل في عمق نفسها ما كانت القديسة تظن أن المختار قد يموت، بل كانت توقن أنه هو الذي سوف يشرف على دفنها. لم يأت أحد من أقاربه ليسأل عنه طوال هذه السنوات الثمانية التي مضت منذ أن فارق الحياة، وإنه قد جاء من العدم وعاد إلى العدم مرة أخرى. كان صديقها أمين محمد أحمد يقول لها دائما كلما طرقا سيرة المختار: المختار كان مجرد فكرة في رءوسنا، ولا وجود فعلي له، وربما إذا نبشنا قبره فلن نجد فيه شيئا.
أشياء كثيرة تغيرت منذ أن توفي المختار، تغيرت السلطة السياسية بانقلاب عسكري، وقعت اتفاقات سلام مع فصائل إقليمية متمردة، أهمها اتفاقية السلام مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، نشبت حرب أخرى ضروس ما بين الحكومة ومواطني دارفور، مات فيها الآلاف وتشرد الملايين. أما على مستوى الأصدقاء، فقد كان الأمر مختلفا، فسارة بالذات التي أخذت تنعم بالحرية بدأت حياتها من جديد، تمكن أمين محمد أحمد من الزواج من نوار سعد أستاذة الفنون، وهي في الحقيقة تكبره بأعوام كثيرة لم يستطع أحد التحقق منها، وسيحكى في الصفحات القادمة الكثير من هذه المغامرة العجيبة التي خاضتها نوار وأمين محمد أحمد، لا أدري ماذا يكون تعليق المختار على هذا الأمر إذا كان حيا، لا بد أنه سيندهش، ولكنه - كما أعرفه - لا يرفض العلاقة على كل حال.
نوار سعد: لا وقت للأقنعة
كتب أمين محمد أحمد إلى القديسة:
بعد أن تزوجنا أنا ونوار سعد، فجأة يا صديقتي، أحسست بأنه ليست هنالك أية جاذبية أنثوية تخصها، لا أعرف كيف أشرح ذلك، ولكنها لم تعد تلك التي جعلتني ذات يوم أذوب في حضنها مثل ثلج على سطح صفيح ساخن ... ربما السبب الوحيد أنه لم تعد هنالك مغامرة ومخاطرة أو تحد. إن سهولة امتلاكها ... لا، أنا لا أريد أن أفكر بتلك الطريقة، ولكن ربما كان الشيء الذي دفعني للزواج منها أنها جميلة ومشتهاة، وأن كل رجل أعرفه يفضلها على عشرات النساء، وحتى المختار نفسه ... كان رحمة الله عليه لا يستطيع أن يخفي شبقا بنوار في كل حركة يقوم بها ... خاصة حركة أنامله. كنت ألاحظ ذلك، أنا أعرف أشياء كثيرة ... وكنت كلما أحس برغبة الآخرين بها، أسعى نحو امتلاكها بقوة أكبر، أنت تعلمين مقدار التضحية التي بذلتها في سبيل هذا الزواج. صراحة يا صديقتي القديسة الجميلة، أنا سأكون واضحا مع نفسي وشجاعا وحاطلقها، إذا لم يكن اليوم فغدا، سأطلقها.
قرأت الخطاب للمرة المائة، وكلما أذكره به يطلب مني تمزيقه، أهدده بأنني سأريه لنوار سعد، ولكنه كان يصر على القول إنه يحبها وسوف يحبها للأبد. - كويس اللي كتبتوا دا شنو؟ - حالة جنون، حالة ... ما عارف ... كتبت اللي كتبتوا ... ما في داعي للابتزاز. أرجوك مزقي الجواب! أو اديني ليه.
Неизвестная страница