70

ويتجاذب الفرح والألم كنديد، ويفتن كنديد بلقاء عامله المخلص، ويدهش من رؤيته عبدا، وتستولي عليه فكرة لقاء حظيته، ويهتز فؤاده، وتضطرب نفسه، ويجلس حول المائدة مع مارتن، الذي كان ينظر إلى جميع هذه المغامرات معتدل الدم، ومع ستة من الأجانب أتوا لقضاء الكرنفال في البندقية.

ويدنو ككنبو - الذي كان يسكب ليسقي أحد هؤلاء الأجانب - من أذن سيده في آخر الطعام، ويقول له: «مولاي، متى أردتم السفر يا صاحب الجلالة، وجدتم السفينة حاضرة؟»

ويخرج ككنبو بعد أن قال هذا، وينظر بعض المدعوين إلى بعض عن دهش، ومن غير أن ينطقوا بكلمة واحدة، وذلك عندما دنا خادم آخر من سيده، وقال له: «مولاي، إن محمل جلالتكم في بادوا، والزورق حاضر»، ويومئ السيد، وينصرف الخادم، وينظر بعض المدعوين إلى بعض أيضا، ويتضاعف الدهش الشامل، ويدنو خادم ثالث من أجنبي ثالث، ويقول له: «أرى يا مولاي ألا تبقى جلالتكم زمنا آخر هنا، وسأذهب لإعداد كل شيء»، ويتوارى من فوره.

وهنالك لم يشك كنديد ومارتن، في كون هذا من تنكرات الكرنفال، ويقول خادم رابع للسيد الرابع: «تسافرون يا صاحب الجلالة، متى تريدون»، ويخرج كالآخرين، ويقول الخادم الخامس للسيد الخامس مثل هذا، بيد أن الخادم السادس خاطب الأجنبي السادس - الذي كان بجانب كنديد - بما يختلف عن ذلك فقد قال له: «ثق يا مولاي أنه لا يراد الاعتماد على جلالتك، وعلي أيضا، فيمكن أن نسجن كلانا في هذه الليلة، وسأذهب لتدبير أموري، وداعا.»

ولما ذهب جميع الخدم، ساد الأجانب الستة وكنديد ومارتن صمت عميق، وأخيرا قطع كنديد هذا الصمت، وقال: «سادتي، هذا مزاح غريب، فلم تكونون ملوكا جميعا؟! وأما أنا ومارتن فلسنا من الملوك، كما أعترف لكم.»

وهنالك تناول سيد ككنبو الكلام برصانة، وقال بالإيطالية: «لست مازحا مطلقا، وأدعى أحمد الثالث، وقد كنت السلطان الأعظم لعدة سنين، وقد خلعت أخي، فخلعني ابن أخي، وقد قطعت رءوس وزرائي، وأقضي حياتي في السراي القديمة، ويأذن لي ابن أخي السلطان محمود بالسفر أحيانا، نظرا إلى صحتي، فأتيت لقضاء الكرنفال في البندقية.»

1

ويتكلم الشاب، الذي كان بجانب أحمد - بعد أحمد هذا - ويقول: «أدعى إيفان، وقد كنت قيصر جميع روسية، وقد خلعت في المهد، وسجن والدي، فنشئت في السجن، ويؤذن لي أحيانا في السفر مع من يقومون بحراستي، فأتيت لقضاء الكرنفال في البندقية.»

2

ويقول الثالث: «أنا ملك إنكلترة شارل إدوارد،

Неизвестная страница