Мир плотин и оков
عالم السدود والقيود
Жанры
الوقت
الوقت أعدى أعداء السجين، فلو اهتدى إلى طريقة يخلص بها من وقته لاهتدى إلى طريقة يخلص بها من سجنه.
الوقت في كل مكان من ذهب كما يقولون، إلا في السجن وما شابه السجن، فهو من رصاص إن أردت ثقلته وبشاعة اسمه، وهو من تراب إن أردت رخصه ومضايقته، والرغبة في كنسه!
الوقت أثقل شيء على «وجدان» السجين وأخف شيء على لسانه: كل دقيقة فيه محسوسة محسوبة، وكل دقيقة فيه حسبة يراد إسقاطها من الحساب، وما هكذا يكون الوقت في غير السجون.
سل من شئت بين ألوف السجناء عما بقي له من مدة سجنه وثق أنه يغالطك في الجواب، وثق أنه غالط نفسه قبل أن يغالطك مرات، بل ثق أنه لا يغالطك إلا ليستعين بذلك على مغالطة نفسه!
سألت أحدهم: كم بقي لك من السنين؟
فقال: ثلاث. وأنا أعلم أنه قد بقيت له خمس سنوات لا تنقص إلا بضعة أيام، وإنما القاعدة عندهم أن يسقط السنة التي هو فيها والسنة التي يخرج في نهايتها، ولا يحسب إلا ما بين السنتين!
ولهم في تقصير المدة على اللسان أساليب بعضها مصطلح عليه وبعضها من اختراع كل سجين على حسب ذكائه وملكة استنباطه.
سألت سجينا بقيت عليه سبعة شهور: كم بقي عليك من أشهر؟ فقال: الربيعان والجمادان ورجب وشعبان!
قلت: أو تخرج في شعبان؟
Неизвестная страница