جملة من يسمع" (١).
وبعد، فهذه شخصية الإمام الحافظ المنذري من خلال شهادات علماء كبار وأئمة حفاظ.
ومما يدل على نبوغ المنذري وإمامته وبلوغه المرتبة العظيمة بين علماء عصره، توليه مشيخة دار الحديث الكاملية حيث ولاه السلطان الملك الكامل الأيوبي وتحول المنذري فسكن دار الحديث الكاملية بقية عمره، فما كان يخرج منها إلا لصلاة الجمعة، حتى إنه لما مات أكبر ولده الحافظ رشيد الدين محمد، صلى عليه فيها، وشيعه إلى بابها، وقال:"أودعتك يا ولدي الله" وفارقه (٢).
وفي هذه الدار قضى المنذري نحوًا من عشرين عامًا مكبًا على العلم والإفادة (٣).
سادسًا: أهم مؤلفاته:
كان المنذري محدثًا فقيهًا، لذلك جاءت مؤلفاته معظمها في هذين العلمين وخاصة الحديث، وإذا كان المنذري قد ألف في التاريخ فإن كتبه اقتصرتْ على "علم الرجال" الذي هو ذيل من ذيول علم الحديث" (٤).
وقد استوعب الدكتور بشار عواد في كتابه "المنذري وكتابه التكملة" عددًا كبيرًا من مؤلفات وتخاريج المنذري، وفَصَّل القول في كل مؤلف، موضحًا ما إذا كان مطبوعًا أو مخطوطًا أو مفقودًا، مع تعريف موجز لها (٥).
وسأقتصر هنا على ذكر بعض مؤلفاته الهامة دون الاستيعاب:
١ - الترغيب والترهيب. وسنتكلم عليه تفصيلًا في مبحث مستقل.