يقوله وينقله، متثبتًا فيما يرويه ويتحمله" (١).
وقد وصفه شمس الدين ابن خلكان بأنه "حافظ مصر" (٢).
ووصفه الحافظ الذهبي بـ "الإمام الحافظ المحقق شيخ الإسلام".
وقال: "كان متين الديانة، ذا نسك وورع وسمت وجلالة" (٣).
وقال أيضًا: "كان ثبتًا حجةً متبحرًا في علوم الحديث، عارفًا بالفقه والنحو مع الزهد والورع والصفات الحميدة" (٤).
وقال تاج الدين السبكي في حقه: "الحافظ الكبير الورع الزاهد زكي الدين أبو محمد المصري، ولي الله والمحدث عن رسول الله ﷺ، والفقيه على مذهب ابن عم رسول الله ﷺ كان ﵀ قد أوتي بالمكيال الأوفى من الورع والتقوى، والنصيب الوافر من الفقه، وأما الحديث فلا مراء في أنه كان أحفظ أهل زمانه وفارس أقرانه له القدم الراسخ في معرفة صحيح الحديث من سقيمه، وحفظ أسماء الرجال حفظ مفرط الذكاء عظيمه، والخبرة بأحكامه، والدراية بغريبه وإعرابه واختلاف كلامه" (٥).
وقال ابن ناصر الدين: "كان حافظًا كبيرًا حجة ثقة عمدة" (٦).
ويكفي الإشارة هنا إلى أن الشيخ عز الدين ابن عبد السلام الفقيه الشافعي الملقب بسلطان العلماء حينما قدم البلاد المصرية ونزل القاهرة، كان يحضر مجالس الحافظ المنذري.
قال تاج الدين السبكي: "وسمعت أبي ﵁ يحكى أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان يُسمع الحديث قليلًا بدمشق، فلما دخل القاهرة ترك ذلك، وصار يحضر مجلس الشيخ زكي الدين، ويَسمع عليه في
_________
(١) شذرات الذهب ٥/ ٢٧٧ وانظر: تذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٣٧.
(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٠.
(٣) السير ٢٣/ ٣١٩ - ٣٢٢.
(٤) العبر ٣/ ٢٨١ - ٢٨٢.
(٥) الطبقات الكبرى ٥/ ١٠٨.
(٦) شذرات الذهب ٥/ ٢٧٧.
1 / 19