ويسقط ورق الأشجار، وفي الخامس والعشرين ميلاد المسيح (عليه السلام)، وفي التاسع والعشرين ينهى عن شرب الماء عند النوم، ويقولون: إن الجن تتقيأ في الماء، ومن شربه يغلب عليه البله (1).
(كانون الثاني) أحد وثلاثون يوما، في اليوم الأول منه يرجى المطر وفقه القلفداس بالشام يوقدون نارا عظيمة، وفي السادس عيد الذبح زعموا أن فيه ساعة تصير فيها المياه المالحة عذبة، وفي العاشر صوم العذارى، وفي السابع عشر يذهب البرد ببلاد فارس، وفي الثاني والعشرين تنتهي الأربعينيات، وفي الرابع والعشرين يدور العشب في الأرض وتتزاوج الطيور، وفي الخامس والعشرين يزرع القطن والبطيخ وتغرس الأشجار بأرض الروم، وتكسح الكروم بأرض مصر، وتغتلم فحول الإبل.
(شباط) ثمانية وعشرون يوما، وفي السابع منه تسقط الجمرة الأولى، وفي الثالث عشر يجري الماء في العود من أسفله إلى أعلاه، وتنق الضفادع، وفي الرابع عشر صوم النصارى وتسقط الجمرة الثانية، وفي العشرين يخرج الذئب وتتحرك البراغيث، وفي الخامس والعشرين تزرع القثاء والبطيخ وتلد الوحوش ويصوت الطير وتطير الخطاطيف ويلد الماعز ويغرس شجر الورد ويزرع الياسمين والنرجس، ويورق الكروم ويكثر العنب، وفي الحادي والعشرين سقوط الجمرة الثالثة، معنى سقوط الجمرات: أن الناس كانوا يتخذون في قديم الزمان أخبية ثلاثة في الشتاء محيطا بعضها البعض، وكانت دوابهم الكبار كالإبل والبقر في البيت الأول، ودوابهم الصغار كالغنم في البيت الثاني، وهم كانوا في البيت الثالث وكانوا يشعلون النار في كل بيت ويتخذون الجمر؛ للاصطلاء، فلما كان السابع من شباط أخرجوا دوابهم الكبار إلى الصحراء، وجعلوا الصغار مكانها وهم سكنوا مكان الصغار فحينئذ سقطت من الجمرات الثلاث جمرة، فإذا مضى أسبوع آخر أخرجوا إلى الصحراء، وتركوا إشعال النار لقلة البرد وطيب الهواء فسقطت الجمرات الثلاث، وفي الخامس والعشرين يظهر الدفء وتهب الرياح اللواقح وتكسح الكروم، وفي السادس والعشرين أول أيام العجوز وأيام العجوز سبعة أيام ثلاثة من شباط وأربعة من آذار، قيل: إنها سميت أيام العجوز؛ لأن الله تعالى أهلك قوم عاد في هذه الأيام فتخلفت منهم عجوز كانت تنوح عليهم كل سنة في هذه الأيام، فهذه الأيام لا تخلو من برد أو رياح أو كدورة، فذهب بعضهم إلى أنها من الأمور الطبيعية وأن البرد يشتد في آخر الشتاء كما أن الحر يشتد في آخر الصيف، وذلك يجري مجرى السراج الذي فنيت رطوبته فإنه عند انطفائه يشتد ضوؤه دفعات.
Страница 77