السفينة على الجودي، وولد الخليل وموسى عيسى (عليهم السلام)، وبردت النار على إبراهيم (عليه السلام)، ورفع العذاب عن قوم يونس، وكشف ضر أيوب، ورد على يعقوب بصره، وأخرج يوسف من الجب، وأعطي سليمان ملكه ، وأجيب زكريا حين استوهب يحيى، وهو يوم الزينة الذي غلب فيه موسى السحرة، ولما قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وجد يهودها يصومون عاشوراء فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه اليوم الذي غرق فيه فرعون وقومه، ونجا موسى ومن معه، فقال عليه الصلاة والسلام: «أنا أحق بموسى منهم فأمر بصوم عاشوراء» (1).
وكان الإسلاميون يعظمون هذا الشهر بأجمعهم، حتى اتفق في هذا اليوم الحسين رضي الله عنه مع كثير من أهل البيت، فزعم بنو أمية أنهم اتخذوه عيدا فتزينوا فيه، وأقاموا فيه الضيافات، والشيعة اتخذوه يوم عزاء ينوحون فيه، ويجتنبون الزينة وأهل السنة يزعمون أن الاكتحال في هذا اليوم مانع من الرمد في تلك السنة، والسادس عشرة منه جعلت القبلة لبيت المقدس، والسابع عشر منه فيه قدوم أصحاب الفيل فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل (2).
(صفر) سمي صفرا؛ لأن الرباع كلها تصفر من أهلها؛ لأنهم خرجوا للقتال لانقضاء الأشهر الحرم، وذهب الجمهور إلى أن القعود في هذا الشهر أولى من الحركة، وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «من بشرني بخروج صفر أبشره بالجنة»، اليوم الأول منه عيد بني أمية، أدخلت فيه رأس الحسين رضي الله عنه بدمشق، والعشرون منه ردت رأس الحسين إلى جثته، وترك المأمون لبس الخضرة وعاد إلى السواد بعدما لبسها خمسة أشهر ونصف، والثالث والعشرون منه عاد الأمر إلى بني هاشم، وجلس السفاح للخلافة، والرابع والعشرون منه دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) الغار مع أبي بكر رضي الله عنه.
(ربيع الأول) سمي ربيعا؛ لارتباع الناس والمقام فيه، هو شهر مبارك فتح الله فيه أبواب السعادات على العالمين بوجود سيد المرسلين (صلى الله عليه وسلم)، الثامن منه قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة، والعاشر منه تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة رضي الله عنها، والثاني عشر منه مولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
Страница 70