وتجملت مصر بما جاد الهنا
ورخيم مطربها على عود عكف
في منتهى اللطف هذان البيتان لا سيما الثاني. وفي الشطر الأخير نفحة شعرية منعشة. وهذا مثله:
وتراقصت مهج النفوس لبشرها
كبلابل غردن في روض أنف
أضحى يقول بسعد بابك نيلها
أقبل على بحر الوفاء ولا تخف •••
أكل هذا محض رغبة في المجاملة والإرضاء؟ بل فيه بعض الصدق، إن للأعياد العمومية والاحتفالات بهجة و«جوا» ينفث في الجماهير فكرة ويبث فيهم توقعا. ويخلق في ذوي الشعور المتيقظ مختلف العواطف. فكيف لا تتأثر المرأة المحجوبة إذ تمر في مركبتها المسدولة الأستار بين معالم الزينة والألوية والأنوار وصفوف الجنود وقرع الطبول؟ كيف لا تهتم بالذات العلية التي تهتز البلاد لحركاتها وهي القريبة إليها بمنصب أبيها، المدينة لها بعض الشيء بمرتبة أسرتها، الملمة ببعض أحوالها بالاختلاط بنسائها؟ فكما تهنئ خديويا بالعودة تهنئ الخديوي التالي توفيق باشا بالتولية:
تيجان يمن الصفا أضحت تكللها
يد السرور بفوز دائم بهج
Неизвестная страница