20
وهذا خبر ذلك الشفاء من قلمها:
أصبح جسمي الضعيف كأنه فاقد الحياة لكثرة أتعابي وأوصابي. ثم أنعم الله علي بالشفاء وأشرقت ظلمات كآبتي بنور وجود ابني محمود، فكان فرحة بيت الحزن.
21
يخيل أن هذا الفتى محمود شب على شيء من ميول توحيدة، وكأنه قد صمم على أن يقوم ببعض ما كانت تقوم به أخته الكبرى ليفوز بتعزية والدته ويربح محبتها الخاصة. ويظهر أنه نجح؛ لأنه هو «فرحة بيت الحزن» الذي شرع ينصح ويؤاسي ويذكر الأم الحزينة بالآية الكريمة:
وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . وهو الذي طلب أشعارها العربية ليجمعها، وأشعارها التركية ليطبعها فتكون «أثرا من آثار براعتك وفصاحتك.»
22
فقالت:
في استطاعتي أن أنظم الآن شيئا من الشعر شكرا لله، تعالى، على ما وهبني من النعم، أما أشعاري الماضية فكنت قد أحرقتها كلها، ولا أظن أن في مكتبتي إلا الشيء اليسير منها بالعربية والتركية. وأما أشعاري الفارسية فإنها لما كانت في محفظة فقيدتي فقد أحرقتها بمحفظتها كما احترق كبدي. «إن أمك يا بني لم تبق عندها الآن رغبة في قراءة شيء من كتب الأدب»، «وسأنصرف إلى الانكباب على تفسير القرآن ومطالعة الحديث النبوي وإني وهبتك ما عندي من الكتب والأوراق فاصنع بها ما شئت»، وإذا «رأيت فيها جدارة بالطبع فاطبعها.»
23
Неизвестная страница