تكلم فيهم بفصاحته النارية فكان له اليد الطولى في تحريض الأفكار وإضرام الثورة العربية» فهو زعيم الناقمين في ذلك العهد، هذا الأفغاني الذي أرسلت شعلة روحه الشرر من أفغانستان، إلى بلاد فارس، إلى وادي النيل حيث مر كتيار لفاح.
شعر الفكر المتغير المتكيف بوجوب تبديل أستاره والتجلي بزي يوافق صورته الخفية فكان ذلك التطور في نتاج القرائح والأقلام من شعر ونثر، وإن كان في الشعر أسبق أما في النثر فأوضح. وظهرت مع الشعر الفصيح ضروب من الشعر العامي كالمواليا التي لم يألف معالجتها نفر من كبار الشعراء. وتجدد «الزجل» الطلي. وأما وضوح النثر فجاء من انتشار العلوم الطبيعية والرياضية، فمال الناس معها إلى إحكام المعنى وإخراجه من معمعة السجع والجناس والاستعارة والتورية. وبديهي أنه لم يفلح في ذلك أولا غير النفر اليسير، وتفرقت من الآخرين الطرق. فتحدى بعضهم أسلوب الأقدمين من صدر الإسلام أو من صدر العباسيين. وتسربت إلى أسلوب غيرهم ركاكة لغة الدواوين التي لم تخلص منها حتى في هذه الأيام. ولعل أقرب الأساليب منالا هو أسلوب الصحافة التي كانت وما زالت عندنا ميدانا للعلماء والشعراء والأدباء، وقد تحتم عليها التوفيق بين مختلف الأذواق والكتابة بلغة يفهمها الجميع على السواء. ولصحافتنا في ذلك تاريخ أعز. وما فتئ التحسن يبدو عليها من عام إلى عام وهي عامل كبير في رفع فكر المجموع، وربما كانت العامل الأكبر؛ لأنها العامل الأشمل. •••
وإذا كانت الحالة الفكرية والاجتماعية في تفاعل مستديم، فكيف كانت يا ترى العيشة العائلية؟ كيف كانت حالة المرأة؟ أكان يصل إليها صدى الخارج؟ أكانت تشتغل لرقي بلادها في دائرة الأسرة وتدرك معنى المطامع القومية؟
هاك شبه جواب عن هذه الأسئلة عند أمين باشا سامي الذي يخبرنا أنه في عصر محمد علي كان الأهالي: «عقبة كئودا في طريق تعليم بنيهم. غير أنهم لما تحققوا أن تعليمهم في تلك المدارس ومكثهم بها ينقل حالة أبنائهم إلى حالة أرقى من التي انتشلوا منها تحققت الرغبة عندهم.» «أما تعليم البنات فلم يصادف تسهيلا في عصره حتى اضطر إلى إصدار أمره إلى حبيب أفندي في 4 جمادى الثانية سنة 1247ه (10 نوفمبر سنة 1831م)
7
بشراء عشر جوار سودانيات صغيرات السن ينتخبن بمعرفة كلوت بك لتلقي فن الولادة ومعهن اثنان من آغوات الحرم يتعلمان فن الطب والجراحة.»
8
كانت عامة الفتيات تتعلم التطريز وأشغال الإبرة سواء في بيوتهن أو بالتردد على المعلمات القبطيات وغيرهن. ومنهن من يتعلمن القرآن على فقيه البيت. ونفسي تحدثني أن ذلك الفقيه كان ينطبق عليه وصف صاحب مذهب «هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد.»
ليأخذن التلاوة عن عجوز
من اللائي فغرن مهتمات
Неизвестная страница