قال: «لا تقولي يا غلام وأنا شاب بطل كما تعلمين! وأستحلفك برأس أمير المؤمنين أن تسترضيها، وهي لا شك ستقتنع بكلامك، فإذا فعلت ذلك فديتك وفديت عمي الخليفة بروحي.»
فسكتت نائلة وهي تعجب لنزق مروان، ولكن استخفافه بمناهضي الخليفة طمأنها وبرد قلبها. وما زال مروان بها حتى وعدته باسترضاء أسماء.
فتركها وخرج إلى يزيد فأخبره بما عزم عليه، ففرح وقال: «حسنا فعلت، وأرى أن آتي بها أنا إلى نائلة فيكون ذلك أقرب إلى نجاحنا.»
فقال مروان: «وهب أنها لم تقنع باسترضاء نائلة لها، فإني أحمل الخليفة على تزويجي بها قسرا، وما أنا براجع عن عزمي فإنها فتاة تعرف ما ينفعها وما ينفع أباها.» وقد أراد مروان بذلك أن يؤكد آمال يزيد بمنصب يناله بواسطة تلك المصاهرة.
فأبرقت أسرة يزيد وقال: «طب نفسا يا بني، فإني لن أجعلها إلا ما أريد.»
فودعه مروان وخرج، وباتت أسماء تلك الليلة لا تدري بما بيتاه لها.
الفصل الثالث
نائلة بنت الفرافصة
وفي الصباح التالي أفاقت أسماء وقد رأت أمها في الحلم فبكت بكاء مرا، ولم تكد تجلس بفراشها حتى دخل يزيد وهم بتقبيلها والرياء ظاهر في وجهه، فلم تطاوعها نفسها على تقبيل يده فلبثت في الفراش صامتة كئيبة لا تبدي حراكا.
فقال لها يزيد: «انهضي يا ابنتي واغسلي وجهك وهيا بنا لتحية مولاتنا نائلة زوجة أمير المؤمنين، ولا ريب أنها ستعزيك في أحزانك.»
Неизвестная страница