فقال محفوظ: بقا إيه.
ثم التفت وقال لزايد: إذا كانت البنت مكتوب كتابها على محمد العبد، إزاي رايح تتجوزها؟ - طيب ومحمد العبد أحسن مني في إيه حتى تجوزها له؟ - أهو اللي كان كان، ودي قسمة.
فعض أحمد زايد بأسنانه على شفتيه الغليظتين، ونظر إلى العبد نظرة وعيد وتهديد.
وبعد هذه المناقشة قام كل إلى بيته.
الفصل الثالث
بين الحمام والحمام
- أف كورس! يمكننا أن نلهو بالصيد في الحقول، خصوصا صيد الحمام مما يقصر علينا مشقة السفر. - ول! ولكن هل صيد الحمام مباح؟ - نعم؛ لأنه بري وسبق أن صدته هناك.
جرت هذه المحادثة بين رجلين من أبناء التاميز جالسين في ردهة من ردهات فندق «شبرد» الفخيمة، متحليين بالملابس السوداء الرسمية الملكية، وكان في يد كل منهما كأس «وسكي بالصودا!»
قال الأول - واسمه الميجر بن كوفين - بعد أن حسا بقية كأسه: إني أؤكد لك كل سرور في هذه الرحلة الجميلة.
فأجابه الثاني - وكان اسمه اللفتننت سميث ويك - ألا يلزم أن نأخذ تصريحا من الجنرال؟ - كلا، لا لزوم للتصريح وغيره؛ لأننا سنجد هناك مساعدات فوق العادة، وإكراما من الأعيان كبيرا! - يظهر أن المصريين يحبون الإنجليز؟ - المصريون يخافون من الإنجليز خوف الجبان من بأس الشجاع، ولم أر في حياتي شعبا متملقا كهذا الشعب الغريب الأخلاق. - يقال إنهم لينو العريكة، وديعو الأخلاق. - إن ما تسميه لينا ووداعة هما في الحقيقة ضعف وجبن؛ ولذلك فإننا لا نحترم هذا الشعب المتملق أبدا ولا نحفل بآرائه المتطرفة! - إذن الحال هنا كما في الهند؟ - وكما في كل الشرق!
Неизвестная страница