الفصل الثالث
صفاته
كان أبو بكر في جملة ما وصفوه به أبيض تخالطه صفرة، وسيما، غزير شعر الرأس، خفيف العارضين، ناتئ الجبهة، غائر العينين معروق الوجه، نحيفا مسترخي إزاره عن حقويه حمش الساقين، ممحوص الفخذين خفيف اللحم في سائر جسمه.
وكان أجنأ - أي منحني القامة - وقيل في وصف آخر: إنه حسن القامة لا يلحظ عليه انحناء، ولعله كان كذلك أيام الشباب، ولم يرد في أخباره وصف قاطع عن الطول والقصر، ولكنه على ما يؤخذ من بعض تلك الأخبار كان أميل إلى القصر، ولا سيما أخبار الهجرة مع النبي عليه السلام.
فقد جاء في خبر الهجرة أن النبي عليه السلام «كان على بعير، وأبو بكر على بعير، وعامر بن فهيرة على بعير، فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يثقل على البعير فيتحول عنه إلى بعير أبي بكر، ويتحول أبو بكر إلى بعير عامر، ويتحول عامر إلى بعير رسول الله
صلى الله عليه وسلم ...»
فكان هو أخف من عامر بن فهيرة، وكان عامر بن فهيرة أخف من رسول الله عليه السلام.
وكان رسول الله كما علمنا من وصفه ربعة في الرجال فوق القصير ودون الطويل، ولم يكن بين الامتلاء، بل معتدلا لا إلى السمن ولا إلى النحافة، فلو كان أبو بكر رضي الله عنه أطول من الربعة لما كان أخف كثيرا من رسول الله، وأخف كذلك من عامر بن فهيرة، بحيث يظهر الفرق بينه وبينهما في حركة البعير الذي يتعاقبون ركوبه.
Неизвестная страница