ما على الرسول إلا البلاغ.
وهذا هو البلاغ في التعبير: كل كلمة تصل إلى سامعها، وكل كلمة مقصودة بمقدار ...
ولا زخرف ولا حيلة ولا مشقة متعمل في ابتغاء التأثير، إلا الإبلاغ الذي يليق بالرجولة والكرامة، وعلى المعرض بعد ذلك وزر الإعراض.
سجع كحلية الذهب
وكان عليه السلام يكره «سجع الكهان» الذي يخدعون به السامع ليوهموه أنه يستمع إلى طلاسم السحرة والشياطين، ولكنه لم يكن يأبى السجع بتة ولا يخلو كلامه من سجع يأتي على السجية، ويغلب أن يكون ذلك فيما يرتل علانية كالأذان وما هو في حكمه، أو فيما يحفظ من الوصايا الجامعة كقوله: «ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط. قضاء الله حق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق» أو قوله: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.»
ومذهبه في هذه الحلية اللطيفة مذهبه في كل حلية تليق بالرجل؛ فحولة في القول وفحولة في الزينة، فسجعه عليه السلام كحلية الذهب التي يليق بالرجل أن يتحلى بها، ولا مزيد.
كتب إليه أبو سفيان كتابا يقول في آخره: ... نريد منك نصف نخل المدينة، فإن أجبتنا إلى ذلك وإلا أبشر بخراب الديار وقلع الآثار.
تجاوبت القبائل من نزار
لنصر اللات في البيت الحرام
وأقبلت الضراغم من قريش
Неизвестная страница