Абдель Рахман Кавакиби
عبد الرحمن الكواكبي
Жанры
2
إلى أشباه هذه المآخذ التي كانت تشيع في صحافة عصره ولم يكد يسلم منها كتاب الأدب والبيان، وقد يعتبر الكواكبي من أقل زملائه ونظرائه تعرضا لهذه المآخذ والهنات. •••
ولا ننسى أن «الكواكبي» كان يتحرى فيما يكتب ويعمل شيئا واحدا لا يتحول عنه بفكره ولا بقوله، وهو محاربة الاستبداد.
ولا ننسى أن معيار القول النافع عنده أن يخشاه المستبد ولا يطمئن إليه، والمستبد لا يخشى علوم اللغة التي أكثرها هزل وهذيان ولكنه يخشى من الكلام حماسة الخطابة؛ لأنها تعقد الألوية وتحل عقدة الجيوش كما قال.
ولهذا كان هذا الأسلوب الخطابي من الأساليب المحببة إلى الكواكبي في كتابته، وكان يخيل إليه أحيانا أنه يلقي بالقلم جانبا ليتكلم إلى القراء كلام الخطيب على المنبر لمن يصغون إليه بالأسماع، أو يصغون إليه بالقلوب بدل الأسماع.
وكأننا نراه يهم بذلك وهو يختم كلامه على الاستبداد والترقي بهذه الكلمات:
على ذكر اللوم الإرشادي لاح لي أن أصور الرقي والانحطاط في النفس وكيف ينبغي للإنسان العاقل أن يعاني إيقاظ قومه وكيف يرشدهم إلى أنهم خلقوا لغير ما هم عليه من الصبر على الذل والسفالة، فيذكرهم ويحرك قلوبهم ويناجيهم وينذرهم، بنحو الخطابات الآتية.
ثم يقول:
يا قوم! ينازعني والله الشعور: هل موقفي هذا في جمع حي فأحييه بالسلام، أم أنا أخاطب أهل القبور فأحييهم بالرحمة؟!
يا هؤلاء! لستم بأحياء عاملين ولا أموات مستريحين؛ بل أنتم بين بين في برزخ يسمى السبت، ويصح تشبهه بالنوم.
Неизвестная страница