((جاء وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله الإيمان هل يزيد وينقص؟ قال عليه الصلاة والسلام: الإيمان مكمل في القلب زيادته ونقصانه كفر)) وروي عن عون بن عبد الله أنه قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول على المنبر: لو كان الأمر على ما يقول هؤلاء الشكاك الضلال إن الذنوب تنقص الإيمان لأمسى أحدنا وكان لا يدري ما ذهب من إيمانه أكثر أم ما بقي منه، ومعنى قوله تعالى: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} قال أهل التفسير: يعني ليزدادوا يقينا وقد ذكر الإيمان في القرآن على وجوه، وإنما تعرف معانيها بقول أهل التفسير. وقال أبو مطيع: إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد ليس فيهما زيادة ولا نقصان. وروى هشام عن أبي يوسف أنه قال: أنا مؤمن حقا وأنا مؤمن عند الله، ولا أقول إيماني كإيمان جبريل وميكائيل عليهما السلام. وقال محمد بن الحسن: أكره أن يقول الرجل إيماني كإيمان جبريل، ولكن ليقل آمنت بالذي آمن به جبريل وميكائيل ولا يقول إيماني كإيمان أبي بكر، ولكن يقول آمنت بالذي آمن به أبو بكر. وقال محمد بن الحسن: كان سفيان الثوري يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، ثم رجع وترك الاستثناء فقال: أنا مؤمن. وقال محمد بن الحسن: لو كان الأمر إلي لملأت السجون بدل اللصوص ممن يقول إيماني كإيمان جبريل وأنا أقول آمنت بالذي آمن به جبريل عليه السلام.
الباب الثاني والعشرون بعد المائة: في أن الإيمان عمل أم إقرار
Страница 398