وكذلك قوله عند تفسير قوله تعالى: ﴿حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ﴾ " ﴿حَتَّى﴾ غاية ناصبة لـ ﴿تُؤْتُونِ﴾، وعلامة النصب: حذف النون، والنون الموجودة مزيدة مع ياء النفس (١)، قلتُ: والمشهور عند النحاة أن البصريين يقولون: إنَّ "حتى" لا تنصب بنفسها بل تنصب بـ"أن" مضمرة بعدها" (٢).
وكذلك قوله في تفسير قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾: " ﴿ذَلِكَ﴾ رفع بالابتداء، ﴿لِيَعْلَمَ﴾ نصب بلام كي، وهي متعلقة بفعل محذوف تقديره ردي الرسول ليعلم، واللام وما عمل فيها خبر ﴿ذَلِكَ﴾ " (٣).
وقوله أيضا عند تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾: " ﴿أَفْتُونِي﴾ وألفه ألف قطع، ﴿إِنْ كُنْتُمْ﴾، ﴿إِنْ﴾ حرف شرط، ﴿لِلرُّؤْيَا
_________
(١) ينظر قسم التحقيق، ص ٢٥٥.
(٢) سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، (المتوفى: ١٨٠ هـ)، الكتاب، ت: عبد السلام محمد هارون، ط ٣، (القاهرة: مكتبة الخانجي، ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م)، ١/ ٤١٣. وهذا على مذهب الكوفيين. أما البصريون فيرون: أن "حتى" لا تنصب بنفسها بل تنصب بـ"أن" مضمرة. ابن السراج، مرجع سابق، ١/ ٤٢٦. درويش، محيي الدين بن أحمد مطفى (ت: ١٤٠٣ هـ) إعراب القرآن وبيانه، ط ٤، (بيروت: دمشق: دار اليمامة،١٤١٥ هـ)، ٥/ ١٩،١٨. الخراط، أبو بلال، أحمد بن محمد، المجتبى من مشكل إعراب القرآن، ط ١، (المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ١٤٢٦ هـ) ١/ ٢٤٣.
(٣) ذهب الكوفيون إلى أن لام "كي" هي الناصبة للفعل من غير تقدير"أن" نحو"جئتك لتكرمني". وذهب البصريون إلى أن الناصب للفعل "أن" مقدرة بعدها، ولام كي لا تنصب بنفسها عند البصريين، والتقدير: جئتك لأن تكرمني. ابن الأنباري أبو البركات، مرجع سابق، ٢/ ٤٦٩. العكبري، التبيان في إعراب القرآن، مرجع سابق، ٢/ ٧٣٥.
1 / 50