أما القرن فالوجه فيه معروف، وهو أن يجعل منه كالخطاف «١»، ويسمّر في جذع «٢» من أجذاع السقف، فيعلق عليه الزّبل «٣» والكيران «٤»، وكل ما خيف عليه من الفأر، والنمل والسنانير، وبنات وردان «٥»، والحيّات، وغير ذلك. وأما المصران فإنه لأوتار المندفة، وبنا الى ذلك أعظم الحاجة. وأما قحف الرأس، واللحيان، وسائر العظام، فسبيله أن يكسر بعد أن يعرق، ثم يطبخ، فما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام «٦» وللعصيدة «٧»، ولغير ذلك، ثم تؤخذ تلك العظام فيوقد بها، فلم ير الناس وقودا قط أصفى ولا أحسن لهبا منه، وإذا كانت كذلك فهي أسرع في القدر، لقلة ما يخالطها من الدخان. وأما الإهاب «٨» فالجلد نفسه جراب «٩» . وللصوف وجوه لا تعد. وأما الفرث «١٠» والبعر، فحطب إذا جفّف عجيب» .
ثم قالت: «بقي الآن علينا الانتفاع بالدم. وقد علمت أن الله، ﷿، لم يحرّم من الدم المسفوح إلا أكله وشربه، وأن له مواضع يجوز فيها، ولا يمنع منها؛ وإن أنا لم أقع على علم ذلك حتى يرضع
1 / 60