فضل ما بين الحالين» . فقالت: «أرجو أن يكون الله قد جمع لك بهذا السعال مصالح كثيرة، لما فتح الله لك بهذه النخالة التي فيها صلاح بدنك، وصلاح معاشك» .
وما أشك أن تلك المشورة كانت من التوفيق» .
قال القوم: «صدقت. مثل هذا يكتسب بالرأي، ولا يكون إلا سماويا» .
الحرّاق والقداحة والعرجون:
ثم أقبل عليهم شيخ آخر فقال: «كنا نلقي من الحرّاق «١» والقدّاحة «٢» جهدا؛ لأن الحجارة كانت، إذا انكسرت حروفها واستدارت، كلّت، ولم تقدح قدح خير، وأصلدت فلم تور «٣» . وربما أعجلنا المطر والوكف «٤» . وقد كان الحجر أيضا يأخذ من حروف القداحة، حتى يدعها كالقوس، فكنت أشتري المرقشيثا «٥» بالغلاء والقداحة الغليظة بالثمن الموجع. وكان علينا أيضا في صنعة الحرّاق، وفي معالجة العطبة «٦» مؤونة، وله ريح كريهة. والحرّاق لا يجيء من الخرق المصبوغة، ولا من الخرق الوسخة، ولا من الكتان، ولا من الخلقان «٧» . فكنا نشتريه بأغلى الثمن. فتذاكرنا منذ أيام أهل البدو
1 / 58