جائعات، وهي التي كانت تخرج اللقمة من فمها لتطعمهن، هي التي كان همها حتى لو جاعت أن تطعمهن ، هي الأم، أنسيت؟!
وألح مهما ألح، تحولت الغصة إلى صمت. الأم صمتت، ومن لحظتها لم يغادرها الصمت.
وعلى الإفطار كانت، كما قدرت تماما، الوسطى صامتة.
وعلى الدوام ظلت صامتة.
والعشاء يجيء، والشاب سعيدا وكفيفا ومستمتعا ينكت، لا يزال، ويغني ويضحك، ولا يشاركه الضحك إلا الصغرى، والكبرى فقط.
ويطول الصبر، ويتحول علقمه إلى مرض، ولا أحد يطل.
وتتأمل الكبرى ذات يوم خاتم أمها في أصبعها، وتبدي الإعجاب به، ويدق قلب الأم، وتزداد دقاته وهي تطلب منها أن تضعه ليوم، لمجرد يوم واحد لا غير، وفي صمت تسحبه من أصبعها، وفي صمت تضعه الكبرى في أصبعها المقابل.
وعلى العشاء التالي تصمت الكبرى وتأبى النطق.
والكفيف الشاب يصخب، ويغني، ويضحك، والصغرى فقط تشاركه.
ولكن الصغرى تصبح بالصبر والهم وقلة البخت أكبر، وتبدأ تسأل عن دورها في لعبة الخاتم، وفي صمت تنال الدور.
Неизвестная страница