Бейрут и Ливан за полтора века
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Жанры
وكان هنالك شخص يراقب هذا الشحاذ الطاعن في السن، فعرف أنه يضع كنزه في عمامته، فتحين فرصة يكون فيها وحده في منعطف الشارع لينتزع عن رأسه تلك العمامة. وكم كانت دهشته عظيمة عندما وجد فيها زهاء خمسة آلاف قرش.
بكى الشحاذ الضرير وظل يعوي حتى يئس من معرفة مغتصبه؛ لأن أحدا لم يره. ورأى السارق تفجع المتسول بعد مضي وقت قليل، فرق لحالته واشترى له قطعا من الحلوى الرخيصة، وقدمها إليه قائلا له: كل يا صاحبي؛ فإنها تعينك وتقويك.
وأدرك الضرير من الرائحة التي تصاعدت إلى منخريه أن هنالك أكلا شهيا، فذاب شكرا وامتنانا لمن أحسن إليه.
وشرع يأكل، ولكنه انتفض بعد مضغات قليلة، وأمسك بالرجل صارخا: «إلى السارق! ليوقف السارق! هذا هو الذي سلبني مقتناي.»
فتراكضت الجماهير على الصراخ، وسألوا الضرير: كيف عرف هذا الشخص؟ فأجابهم: لم يخامرني أقل ريب في أنه هو الذي سرقني؛ لأني وجدت صعوبة في ابتلاع هذه الحلوى التي اشتريت بمالي ...
يحتج المسلمون للبخل والبخلاء بالكلمة القائلة: إن النعمة التي يمن الله بها عليهم ليست لهم، فما هم سوى مؤتمنين عليها.
هوامش
الفصل الحادي عشر
عادات المسيحيين
قلت في الفصل
Неизвестная страница