Бейрут и Ливан за полтора века
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
Жанры
وعلى رغم المشقات التي يكابدها السوريون للحصول على القوت الضروري، فإنهم يعدون العدة لصوم رمضان، والقيام بالحج، ناهيك بالصلاة التي يقومون بها على أكمل وجه.
صحيح أن ذوي الغنى واليسار يوزعون صدقات جمة خلال هذا الشهر الذي يتقشفون فيه، إلا أنه يجب أن أعيد القول إن أعطيات سكان بيروت - المفرطين في التقتير - لا تتناسب والحاجة التي يشعر بها الناس في هذا الشهر المكرم.
أما فيما يتعلق بالحج إلى مكة، فالذين لا يمكنهم الحج ركوبا يحجون مشيا على الأقدام. إنهم لا يحرمون وسيلة لتأدية هذا الفرض، فإما أن يعملوا في تمهيد الطرقات، أو في سياسة مطايا الحجاج وخيولهم، أو في نوع آخر من العمل كخدمة الحجاج مثلا.
والسوريون - نظرا لجهالتهم وقصر نظرهم - يقومون بالحج دون أي هاجس أو صعوبة، حتى إذا لم يحل حادث بينهم وبين العودة، وهذا قليلا ما يحدث، فإنه يخيل إليهم أنهم رجعوا من بلد غير بعيد، وهذا كل شيء.
وعلى الرغم من أن كتاب «جيل بلاس» لم يترجم إلى العربية، فإن متسولي هذه البلدان يحسنون كل ضروب حيل التسول.
9
فهؤلاء الشياطين المساكين يتركون غالبا بعد موتهم أكثر مما يتركه بعض الأشخاص الذين يعدون من طبقة الأغنياء. أما كيفية ظهور هؤلاء الشحاذين فهي فن قائم برأسه.
حكي عن أحد هؤلاء المتسولين - وقد كان ضريرا تدل مظاهره على فقر مدقع - أنه حفظ طائفة من العبارات المؤثرة، فكان يلقيها دائما في آذان المارة لترق قلوبهم ويتحننوا عليه.
كان يقف للناس في أماكن معلومة - في أحسن مواقع المدينة - حتى إذا ما هدأت الرجل أخذ يتمشى في الشوارع وفي يده سبحته. وحامت حوله الشكوك فبحث عنه، فعلم عنه أنه في غنى عن التسول، ولكن هي العادة تحتل عند مثل هؤلاء مكانة كبيرة فيجعلون منها طبيعة خامسة. وهم يشبهون الشحاذة بالكيمياء.
10
Неизвестная страница