Между приливами и отливами: страницы о языке, литературе, искусстве и цивилизации
بين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة
Жанры
السؤال السادس:
ما العصر الذي نستطيع أن نوقت به النهضة الأدبية الحديثة؟
الجواب:
هو عصر النهضة والتجدد بما فيه من هدى وضلال، وجهل يتبختر وإدراك ينمو ويتعذب.
السؤال السابع:
هل ظهرت في الشعر العربي آثار للمذاهب الغربية الشعرية المختلفة؟ أهناك تشابه ولو قليل بين هذه المذاهب الغربية وبين مذاهب الشعر العربي إن كانت هناك مذاهب للشعر العربي؟ لو أنك أردت أن تصف الشعر العربي الحديث على نحو ما يصف الغربيون شعرهم فإلى أي مذهب من مذاهب الغربيين تضيف هذا الشعر؟
الجواب:
كلمة «مذاهب» ليست هنا واضحة على ما يلوح لي، فلا أعلم منها ما إذا عنت الأقسام الأربعة التي اتفق الغربيون على جعلها أساسية في لغاتهم وهي: الشعر الليريكي أو الغنائي، والشعر الديدكتيكي أو التهذيبي، والدراماتيكي؛ أي المفجع، والأبيكي؛ أي القصصي الحماسي، أم تعني التطورات التي مرت بها هذه الأقسام في المذهب المدرسي والرومنتيكي والرمزي وما ينشعب منها؟
اسمح لي أن أذكرك، يا مسيو فانبير، بأن فردينان برونتير الناقد الفرنسوي يوم كتب عن «الرمزيين» قال: إن الآداب الفرنساوية منذ القرن السابع عشر تنقسم إلى ثلاث مدارس كبرى مقابلة لثلاث فنون مختلفة: المدرسة «المدرسية» ذات الأسلوب والنظم «الهندسي»، والمدرسة الرومنتيكية التي شغفت بالوصف فكانت «تصويرية»، والمدرسة الرمزية التي يخيل أنها استوحت «الموسيقى» وحاكتها. وكان لهذه المدرسة الفضل في مقاومة التعصب للقالب الشعري، الذي غالى فيه «البرناسيون» (وهم شعبة من المدرسة الرومنتيكية)؛ فانضوى تحت لوائها جميع الذين يطمعون في أن يجعلوا بيت الشعر الواحد معبرا عن خواطر وعواطف، وفي عصر تشبث أهله «بالناتورالزم» فزيفوا الفن، وزعموا أنه قائم بنسخ الخطوط البادية للعيان، قام الرمزيون يعلمون النشء أن للأشياء روحا نابضة وراء جمود الظواهر وحركتها.
وجميع ما بين أيدينا من شعر ونثر يا مسيو فانبير، مزيج من هذه «المدارس» الثلاثة، فعندنا الشعراء الذين يهندسون ويبنون (والشعر العربي ممتاز «بهندسته»)، ولهم من يفهمهم ولا يقدر سواهم، وينعت الذين لا يهندسون «بالخياليين» حتى ولو تكلموا عن الحديد والصوان. وعندنا الرومنتيكيون أو الذين يصفون بعض الأشياء والخوالج وقد تأثروا بالمذهب الغربي، ولهؤلاء جمهورهم أيضا. وعندنا الذين يرون وراء الظواهر، ولهؤلاء القلائل أنصارهم من النشء في الغالب، وهذه النزعة هي البادية بنوع خاص في شعر «الرابطة القلمية» وفي بعض نثرها.
Неизвестная страница