Между африканским львом и итальянским тигром: аналитическое, историческое, психологическое и социальное исследование итальянской проблемы в Эфиопии
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
Жанры
13
ومن أقواله: «إن الرأي العام البريطاني بصرف النظر عن بعض أخطاء قومية، وبعض النقط الضعيفة التي ظهرت فيه أحيانا كان عادة يبدي بداهة سديدة في المسائل الكبيرة الأهمية، وفي حالة الأزمات الخطيرة يعرب عن صدق العزيمة، والميل إلى الإنصاف، وأصالة الرأي.
والشعب البريطاني يدعم العصبة لأن نظامها يكفل السلام العام. وإن نظام عصبة الأمم هو أسمى فكرة في تاريخ البشر، وتحقيقه ليس من الأمور الهينة حتى في أكثر الأحوال ملاءمة. وكان شعبنا يعمل، ولا يزال، لترقية الحكم الذاتي وتنميته في دائرة الإمبراطورية. وكنت منذ أسابيع الواسطة في حمل البرلمان البريطاني على إقرار مشروع عظيم متشعب الأبواب للحكم الذاتي في الهند.
وللأمم الصغيرة الحق في الحياة التي تحلو لها، ولها الحق في صيانة حقوقها. والأمم سواسية، وفي وسعها أن تساعد مساعدة قيمة لخير الإنسانية. ونعتقد (أي الشعب البريطاني) أن للأمم التي لا تزال متأخرة في مضمار الحضارة الحق في أن تتوقع من دون مساس باستقلالها، والاعتداء على حدودها، أن تقدم إليها المساعدة من الأمم التي هي أرقى منها على ترقية مواردها الطبيعية، وتدعيم حياتها القومية.
14
وإن الخوف من احتكار المواد الخام لإحدى الدول أو بعضها هو المعضلة الحقيقية، وسبب النزاع العالمي هو اقتصادي محض. ولا يجوز لنا أن نتغافل أو ننسى أن المشاكل الحالية اقتصادية أكثر منها سياسية.
15
فرأي الحكومة البريطانية هو هذا، وهو الخوف من الاحتكار. والشعب البريطاني يؤيد العصبة بسبب ولائه لها، وحرصه على حياتها، وإنجلترا مستعدة لمقاومة كل اعتداء، ولا تعدل سياستها ما دامت العصبة في الوجود.»
وقد اقتبسنا الأفكار الجوهرية من خطبة سير صمويل هور لأنها أهم خطبة ألقيت في العصبة بعد خطب سترزمان وبريان، ويلفتنا فيها أنه أغفل ذكر الخلاف الناشب بين إيطاليا والحبشة، ودار حول المسألة العالمية بلباقة ومهارة، وقرر أن إنجلترا شعبا وحكومة تعلم أن النزاع العالمي هو على «القوت» الذي أساسه المواد الخام في المستعمرات، وأن إنجلترا مستعدة لإعادة النظر في تقسيم هذه المواد بالعدل والإنصاف.
وقد أفرغ نظريات الحرب العظمى الخاصة بحماية الأمم الضعيفة وحقها في الحياة في قالب لطيف، ولكنه لم يجعلها أساس الكلام، بل جعل يطمئن الأمم ذات المطامع على المواد الخام إلى درجة تقسيم الثروة العامة بين الجميع لإزالة المخاوف. وهذا تطور عجيب في السياسة الدولية.
Неизвестная страница