أي إننا بلا لغة لا يمكن أن يكون لنا جغرافية أو تاريخ.
وذلك لأن اللغة عينت، بالكلمات، المعاني، وهي التي نقلتنا من الخصوص إلى العموم، ومن الفكرة الإحساسية إلى التفكير التصوري.
وقد ذكرت الآنسة باتش سكرتيرة برنارد شو أنه كان كبير العناية باقتناء المعاجم، فما هو أن كان يظهر معجم جديد في إحدى اللغات حتى كان يشتريه ويقرأ فيه كما يقرأ أحدنا كتابا عن موضوع معين.
والواقع أن قراءة المعاجم الكبيرة، التي تتحدث عن الكلمة حديثا تاريخيا، هو متعة ذهنية كبيرة عند المستعدين لها؛ أي عند أولئك الذين يجدون الدلالة التاريخية أو الأنثروبولوجية في تاريخ الإنسان، وكثيرا ما عثرت أنا في قراءة الزمخشري أو ابن منظور على مواد ثمينة في هذا الباب.
وكان من اهتمام برنارد شو باللغة تلك الدرامة «بيجماليون» التي جعل بطلها أستاذا متخصصا في درس اللهجات، بحيث كان يستطيع وهو يستمع إلى أشخاص القصة أن يعين الإقليم الذي نشأوا فيه في إنجلترا، على أنه كان للمؤلف غاية أخرى في هذه الدرامة؛ فإن الحوار كان يجري على هذا الموضوع بشأن تعليم إحدى الفتيات لهجة أخرى غير لهجتها الوضيعة التي نشأت عليها وذلك كي يرفعها باللهجة الجديدة إلى مقام اجتماعي عال.
وكان برنارد شو يجد في هجاء اللغة الإنجليزية عيوبا كثيرة، والقارئون لمؤلفاته يجدون له أسلوبا آخر في هجاء بعض الكلمات، لا يتبعه غيره، يختلف من الهجاء المألوف، وقد دعا إلى إصلاح الهجاء ووقف مقدارا كبيرا من ثروته لإيجاد مؤسسة تدرس هذا الإصلاح وتدعو إليه، حتى يقنع الرأي العام ويأخذ به، وهذا الإصلاح هو الموضوع الذي ناقشته المحكمة وانتهت إلى إلغاء الوصية.
وكان برنارد شو يهدف من إصلاحه إلى جملة أشياء تستطيع أن نلخصها فيما يلي: (1)
حروف العلة التي تتحرك بها الكلمة ست فقط، مع أن هناك 12 صوتا لغويا، فيجب أن يكون في اللغة الإنجليزية 12 حرفا للعلة حتى لا يؤدي حرف أكثر من صوت واحد. (2)
ضرورة الاستغناء عن الحروف الثلاثة
COX
Неизвестная страница