مدارس (٥٢٥) كَثِيرَة للْعلم وَيعرف بالنواوي الصَّغِير لملازمته الامام محيي الدّين النواوي مولده بهَا لَيْلَة الْفطر أَو قبلهَا بليلة سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وأصابه ألم تعطل بِهِ عَن التَّصَرُّف وَبَقِي مقْعدا وَلَكِن قواه الله فَكتب بِشمَالِهِ الدَّوَاوِين وَهُوَ الْآن يكْتب بهَا الْفَتَاوَى قَالَ لي مَا كتبت بهَا قبل هَذَا الالم قطّ فَللَّه الْحَمد أَن متعني بالكتب بهَا.
أَخذ عَن جمَاعَة ابي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الدَّائِم وابي الْفتُوح نصر بن مُحَمَّد بن عَيَّاش الْحَنْبَلِيّ وابي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي وابي مُحَمَّد اسماعيل بن ابراهيم بن ابي الْيُسْر التنوخي هَؤُلَاءِ سمع مِنْهُم وأجازوه وَله سواهُم جمَاعَة وَمن مسموعاته الْكتب السِّتَّة وَجل اعْتِمَاده فِي الْمُلَازمَة وَالنَّظَر على الإِمَام محيي الدّين النواوي وَأخذ عَنهُ تواليفه ويحكي عَنهُ كثيرا من ذَلِك أَنه تَركه بِبَلَدِهِ نوى من عمل دمشق وسافر إِلَى الْحَج فَحَمله رِسَالَة بِالسَّلَامِ عَنهُ للامام جَار الله ابي الْيمن ابْن عَسَاكِر قَالَ فَلَمَّا بلغته سَلَامه رد الْجَواب وسألني عَنهُ واين تركته فعرفته ابي تركته ببلدة نوى فانشدني ارتجالا
(أمخيمين على نوى أشتاقكم ... شوقا يجدد لي الصبابة والجوى)
1 / 87