فلما أرسل لوالده بجدة ليعلمه بما هو فيه من الضيق قام في الحال مع قليل من | الجند قاصدا ، مدينة الطائف لفك الحصار عنها وطرد الوهابيين ولما وصل إلى | جبل يقرب من الطائف أراد الإستراحة وإمضاء الليل وفي أثنائه قبض محافظوه | على أعرابي آت من الطائف ، فأيقظوه فاستفهم منه عن قوة المحاصرين ولما علم | منه ما كان يريده أعطاه مكافأة جزيلة ولم يعلمه بحقيقة أمره بل قال له أنه قائد | لمقدمة عساكر المصريين ، وأن محمد علي باشا قادم خلفه بجيش عرمرم لمحاربة | الوهابيين ، ثم دفع إليه خطابا وكلفه بتوصيله إلى طوسون باشا فشكره الأعرابي | | وأوصل الخطاب للمرسل إليه وكان فيه إخبار طوسون باشا بوجود والده | بالقرب من المدينة وأمره بالخروج منها بكل قواه لملاقاته .
ففي أصيل اليوم التالي أطلقت المدافع من المدينة استبشارا بهذا المدد غير | المنتظر وخرج طوسون باشا وعابدين بيك من المدينة فظن الوهابيون أنهم | سيكونون بين جيشين لما بلغهم من الأعرابي من قدوم محمد علي باشا وجيشه | فولوا الأدبار ولجؤا إلى الفرار وبذلك نجح تدبير الباشا وخلص جيشه وابنه | بدون قتال ولا حرب ولا نزال .
وبعد أن تم النصر لمحمد علي باشا بدون إهراق دم عاد إلى جدة ومكث فيها | شهرين جهز في أثنائهما ما يلزم لتتميم فتح بلاد العرب وتخليصها من الوهابيين | وأحضر من مصر ما يلزم من العساكر والذخائر وأرسل ولده طوسون باشا إلى | ثغر يتبع لجمع الجيش اللازم لاحتلال مضايق ( الصفراء ) وأمره أيضا باستعمال | الرفق واللين مع العرب وبذل الهمة في كل ما يمكن استمالتهم به إليه .
Страница 62