Бахджа
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Исследователь
د .أحمد زكريا الشلق
Издатель
دارالكتب والوثائق القومية
Номер издания
الثانية
Год публикации
1426هـ /2005 م
Место издания
القاهرة / مصر
وفي خلال هذه المدة أرسلت الروسيا المسيو ( برونو ) ثانية إلى ( لوندرة ) | ليطلب تعديل المشروع الأول ، بأن يخول لكل من انكلترا وفرنسا الحق في | إرسال ثلاث سفن حربية في بحر ( مرمره ) للإشتراك مع الجيش الروسي في حماية | إسلامبول لو هاجمها إبراهيم باشا فلم تفز الروسيا بمرامها في هذه المرة أيضا ، | هذا ولما علم محمد علي باشا بهذه المخابرات وتحقق أن الدول الأوروباوية | عموما وانكلترا خصوصا ساعون في إرجاع جيوشه إلى مصر وجبره على رد | كل ما فتحه من البلاد ، وأن فرنسا لا يمكنها مساعدته ، فضلا عن تعصب باقي | أوربا ومضادتها بأجمعها له أخذ في الاستعداد لصد القوة بالقوة بحيث لا يسلم | | شبرا من الأرض التي صرف ماله ورجاله في فتحها إلا مضطرا وكلف سليمان | باشا بتفقد سواحل الشام وتحصينها بقدر الإمكان سيما مدينتي ( عكا ) | و ( بيروت ) وأمر بتعليم كافة الأهالي جميع الحركات العسكرية وحمل السلاح ، | لكي يسهل له حفظ الأمن الداخلي بواسطتهم وصد المهاجمين بواسطة الجيش | المتدرب على الحرب ، ولزيادة جيشه استدعى من الأقطار الحجازية والنجدية | الجيوش المصرية المحتلة لها وأخذ أيضا في توفير الأموال من بعض وجوه | مصاريفها وأطلق سراح محمد ابن عون شريف مكة الذي كان قد ألزمه الإقامة | بمصر من مدة . وبالجملة تخلى عن بلاد العرب وتركها هملا كما كانت لإحتياجه | إلى المال والرجال لأنها كانت تكلفه سنويا مبلغا وقدره 700000 جنيه | مصري تقريبا بلا فائدة ، ثم أرسل جزءا عظيما من العساكر الواردة من بلاد | العرب إلى الشام للإستعداد لكل طارئ يطرأ وأرسل إلى ولده إبراهيم باشا | الأوامر المشددة بأن يجتهد في إطفاء كل ثورة جزئية يبديها سكان الجبل من | أي طائفة خوفا من اشتداد الخطب في الداخل حين الإحتياج للإنتباه لما يأتي من | الخارج .
ثم في أوائل سنة 1840 عاودت النمسا الكرة وطلبت من الدول اجتماع | مؤتمر في مدينة فيينا لتسوية هذه المسألة التي أقلقت بال الجميع فقبلت الدول | عقده في مدينة لوندره ، لا فيينا ، وطلبت فرنسا أن يكون للباب العالي مندوب | خصوصي في هذا المؤتمر مراعاة له لكونه له السيادة العظمى على البلاد المتنازع | بخصوصها .
Страница 196