Бахджа
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Исследователь
د .أحمد زكريا الشلق
Издатель
دارالكتب والوثائق القومية
Номер издания
الثانية
Год публикации
1426هـ /2005 م
Место издания
القاهرة / مصر
وذلك أن فرنسا كانت تود أن تكون ولايتا مصر والشام له ولذريته وإقليما | أطنة وطرسوس له مدة حياته ، وأما انكلترا فكانت لا تريد أن يعطي إلا ولاية | مصر لكن رغبة في إرضاء فرنسا قبلت أن يعطي مدة حياته نصف بلاد الشام | الجنوبي بشرط أن لا تكون مدينة عكا من هذا النصف ، فرفضت فرنسا هذا | الإقتراح وقالت كيف نجرده من كل فتوحاته خصوصا بعد أن قهر الجيوش | العثمانية في واقعة ( نصيبين ) وأننا لو جردناه منها لتركنا له بابا للحرب مرة | أخرى وهو أمر لا تكون عاقبته حسنة لأن هذا شيء يوجب تداخل حكومة | الروسيا في أمر الدولة العلية بمقتضى العهودات ، ولا تكون نتيجة ذلك إلا حربا | عامة فالأولى منعا لسفك دماء العباد أن تعطي لمحمد علي باشا البلاد التي | فتحها ، لأنه أقوم بإدارتها وأحق بها لما تكبده من المشاق الصعبة والمصاريف | الزائدة و بذل الأرواح ، ولما علمت الدول بوقوع الخلاف بين فرنسا وانكلترا | | أعلنت النمسا وبروسيا رسميا أنهما ينحازان إلى إحدى الدولتين التي لا تحرم | الدولة من أملاكها ، وبعبارة أخرى إلى انكلترا .
وأما الروسيا فأرادت أن تنتهز فرصة عدم اتحاد الدولتين لتقرير نفوذها في | الشرق وحق حمايتها للدولة العلية دون غيرها وأرسلت إلى لوندره البارون ( دي | برونو ) بصفة سفير فوق العادة فوصلها في أواخر سبتمبر سنة 39 وعرض على | حكومته بالنيابة عن قيصره أن الروسيا مستعدة لأن تترك لانكلترا حرية العمل | في مصر وتساعدها على إذلال محمد علي باشا بشرط أن تسمح لها بإنزال | جيش بالقرب من إسلامبول في مدينة ( سينوب ) الواقعة على شاطئ البحر | الأسود ببر الأناضول لكي يتيسر لها إسعاف الباب العالي لو أراد إبراهيم باشا | الزحف على القسطنطينية ، فصغا اللورد ( بالمرستون ) إلى كلام سفير الروسيا | ومال إلى هذا الرأي ميلا شديدا ولولا استقباح الرأي العام له لقبله كل القبول | وسلمه كل التسليم ، لكنه لما رأى عدم موافقة الرأي العام لهذا المشروع اقترح | على الروسيا أن تعلن أولا بتنازلها عما تخوله لها معاهدة ( أنكارا سكله سي ) من | حق حماية الدولة العلية فرفضت الروسيا ذلك وأجلت المخابرات بشأن تسوية | المسألة المصرية إلى شهر يوليو سنة 1840 لعدم اتفاق الدول على حالة مرضية | للكل وافية بغرض الجميع ولتباينهم في الغايات والمقاصد
Страница 195