195

Бадр Мунир

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله :}هل منكم من يريد أن يعطيه الله علما بغير تعلم؟ هل منكم من يريد أن يعطيه الله هدى بغير هداية؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا؟ ألا إنه من زهد في الدنيا وقصر فيها أمله أعطاه الله علما بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا وإنه من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ألا وإنه سيكون أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل والفجر، ولا يستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى، ألا فمن أدرك منكم ذلك فصبر على الذل وهو يقدر على العز وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة في الناس وهو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة أثابه الله ثواب خمسين صديقا))ز قال السيد الإمام أبو طالب رضي الله عنه: معنى قوله -صلى الله عليه وعلى آله: }إن من زهد في الدنيا أعطاه الله علما بغير تعلم)) إن عند زهده فيها يقوي دواعيه إلى النظر الذي يكتسبه العلوم التي ينتفع بها في الدين تكثر ثوابه عليها من غير استدعاء من المخلوق وتعلم منه وهو مطابق لقوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} ومعنى أنه إذا رغب فيها أعمى الله قلبه أنه يكون مصروفا عن هذا اللطف.

روي عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من تعلم العلم ليباهي به ويماري به في المجالس لم يرح رائحة الجنة))(1) [51أ] وفي بعض الأخبار ((يؤمر بالعالم الفاسق إلى النار قبل عبدة الأوثان))(2).

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا يدخل الجنة من في قلبه من الكفر وزن خردلة))(3).

Страница 250