وأما أثر الكتاب في الأدب والشعر فلا شك فيه لوضوحه، فهذا الحديث عن الشعر بهذا الأسلوب قد أفاد دراسات الشعر ودراسات الأدب جميعًا، فوق ما في الكتاب من شواهد كثيرة من جيد الشعر العربي تبلغ نحو المائتي بيت، فوق هذا العرض الجميل لفنون الشعر وألوانه العامة.
وأما أثره في النقد الأدبي بمعناه العام، فالكتاب نراه يتحدث عن الجزالة في الشعر، وعن اتساق النظم، وعن أقسام أخرى للشعر في أسلوب جيد وعرض هو إلى النقد أقرب منه إلى الشعر أو البلاغة، مما لا شك في قيمته في النقد فوق قيمته في دراسات الشعر.
"٨"
ويرجع قدامة إلى "البديع" في كتابه "نقد الشعر"، وكذلك رجع إليه الآمدي كثيرًا حين ألف موازنته١.
وكتاب "الصناعتين" لأبي هلال -في الباب التاسع الذي وقفه على دراسة أنواع البديع٢- يكاد يكون صورة مطابقة لبديع ابن المعتز تمام المطابقة، فهو يعرض عليك اللون البديعي كما عرضه ابن المعتز، وينقل كل الشواهد التي احتواها كتاب "البديع"، ولا يزيد عليها إلا القليل من الشواهد للشعراء المتأخرين عن عصر ابن المعتز.
وكذلك كان مصدرًا كبيرًا لابن رشيق حين درس في عمدته ألوان البديع،
_________
١ راجع ص٧، ٨، ٩، ١٤، ٦١، ١٢٢، ١٢٤ من الموازنة "طبع صبيح".
٢ ٢٥٧-٤١٦ صناعتين.
1 / 68