٦- الالتفات:
أشار إليه صاحب الجمهرة فذكر أن العرب تخاطب الشاهد مخاطبة الغائب١، وكذلك فعل المبرد٢ فذكر أن العرب تترك مخاطبة الغائب إلى مخاطبة الشاهد وبالعكس٣.
وحُكي عن إسحاق الموصلي قال: قال لي الأصمعي: أتعرف التفاتات جرير؟ قلت: وما هي؟ فأنشدني:
أتنسى إذا تودعنا سليمي ... بعود بشامة سقى البشام؟
ثم قال: ألا تراه مقبلًا على شعره إذا به التفت إلى البشام فدعا له٤.
والالتفات هو الاعتراض عند قوم -منهم صاحب العمدة٥- ولذلك ذكر ابن رشيق في عمدته بعض مثل للالتفات ذكرها ابن المعتز في باب الاعتراض٦، كما نقل ابن رشيق مثلًا للالتفات ذكرها ابن المعتز في باب الالتفات٧، وقال آخرون: هو الاستدراك، وحكاه قدامة وسبيله أن يكون الشاعر آخذًا في معنى ثم يعرض له معنى غيره فيعدل عن الأول إلى الثاني فيأتي به، ثم يعود إلى الأول من غير أن يخل في شيء مما يشد الأول٨.
_________
١ ٣ جمهرة أشعار العرب.
٢ ٢٧١/ ١، ٣٠/ ٢ الكامل.
٣ ٣٠/ ٢ الكامل.
٤ ٤٤/ ٢ العمدة.
٥ ٤٢/ ٢ العمدة.
٦ راجع ٤٢-٤٤/ ٢ العمدة، ١٠٨ البديع.
٧ ٤٤/ ٢ العمدة، ١٠٧ البديع.
٨ ٤٢/ ٢ العمدة، ٨٧ البديع.
1 / 32