١- الاستعارة:
عرَّفها الجاحظ بأنها: تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقام مقامه١، ورجع بعض المثل إليها٢.
وذكرها أرسطو في خطابته فرأى أن "الاستعارة تجعل الشيء غيره والتشبيه٣ يحكم عليه بأنه كغيره"، وقسمها إلى استعارة من الضد واستعارة من التشبيه٣، واستعارة من الاسم وحده، وتكلَّم على بلاغة الاستعارة والمقام الذي تستعمل فيه، ورأى يجب أن تكون غير كثيرة التداخل بألا تدخل الاستعارة في استعارة٤، وأن تؤخذ من جنس مناسب لذلك الجنس محاك له غير بعيد منه ولا خارج عنه٥، وأن تكون المعاني التي يستعار من أجلها لطيفة معروفة ... وهذه الدراسة لا نظير لها عند الجاحظ، وهي دراسة فيلسوف عميق البحث.
وأشار المبرد إلى الاستعارة في كامله من غير أن يعرج عليها بالدراسة أو التحديد٦، وأشار ابن المدبر إليها إشارة عابرة٧، وذكر ثعلب الاستعارة وقال:
_________
١ ١١٦/ ١ البيان.
٢ ١٩٢/ ١ البيان.
٣ وسار على ذلك عبد القاهر في الأسرار ص٦٨، وفي نقد الشعر ص١٠٥ ذكر للاستعارة التي مخرجها مخرج التشبيه.
٤ أخذ ذلك قدامة في نقد الشعر، فجعل فاحش الاستعارة أن يدخل بعض الكلام فيما ليس من جنسه وما هو غير لائق به "١٠٤ نقد الشعر" مما لم يعرف له مجاز "١٠٦ نقد الشعر" وأفاض في شرح ذلك ابن سنان في سر الفصاحة.
٥ وذلك ما سار عليه علماء البيان ١٠٥، ١٠٦ نقد الشعر، ١١٧ الموازنة، ٣٧، ٣٢٤ الوساطة، ٢١٢ أسرار. ويقول ابن رشيق: إنما يستحسنون من الاستعارة القريبة، وعلى ذلك مضى جلة العلماء ٢٣٩، ٢٤٠/ ١ العمدة.
٦ ٣٧، ٥٧، ١٦٧ جـ١ الكامل.
٧ ٦، ٨ الرسالة العذراء.
1 / 23