ودخل الدار وكانت أول مرة يدخلها منذ آلت إلى ميسور، ووقعت عينه على الساقية التي طالما جلس مع فؤاد تحت ظل شجرتيها، كانت الحديقة يانعة الخضرة فيها بقل وخضر وبطيخ وكانت طرقها نظيفة، ولكن لم يكن على الساقية شجرتا الجميز، أهكذا يزول من الأرض كل أثر أصدقائه؟!
ودخل إلى القاعة الكبرى فرأى السيد في صدرها ومن حوله بعض أتباعه جلوسا على الأرض في الركن الأقصى أو وقوفا.
ولما وقعت عين السيد عليه قال باسما: مرحبا بك يا قوية.
فقال قوية في شيء من الارتباك: مرحبا بك يا سيدي.
فقال ميسور: لم أرك منذ طويل، ألست معنا؟
فقال قوية: العيش يشغلني يا سيدي.
فقال السيد باسما: لم أرك منذ سنين يا قوية، لقد صرت رجلا.
فقال قوية: الحمد لله وكل صبي يصير رجلا.
فقال السيد: أكنت هكذا دائما لا ترى الناس؟ لقد بلغني عنك أنك كنت مع الأفندي على غير هذا.
فقال قوية في إخلاص: رحم الله الأفندي!
Неизвестная страница