مكة يُهِلون من مكة" ١.
قوله: "حتى أهل مكة يهلون من مكة"، قال المحب الطبري: هذا في الحج بالإجماع.
أما العمرة فلا أعلم أحدًا جعل مكة ميقاتًا للعمرة في حق المكيِّ، بل عليه أن يخرج من الحرم إلى أدنى الحِلِّ، لأمره ﷺ عائشة أن تخرج إلى التنعيم٢ عندما أرادت العمرة بعد الحج.
وعن ابن عمر قال: لما فُتح هذان المصران (البصرة والكوفة)، أتوا عمر فقالوا: يا أمير المؤمنين إن رسول الله ﷺ حدّ لأهل نجدٍ قَرْنًا، وهو جَوْر عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرْنًا شق علينا، قال: "فانظروا حْذوها من طريقكم" فحدّ لهم ذات عِرْق٣.
وعن ابن عباس أن النبي ﷺ وقّت لأهل المشرق العقيق٤، و(العقيق) قريب من ذات عرق، قبلها بمرحلة أو مرحلتين، وكل موضع شقَّه ماء السيل فوسَّعه فهو عقيق٥.