أنصاب الحرم، يُريه جبريل ﵇، ثم لم تُحرَّك حتى كان قُصَي فجددها، ثم لم تُحرَّك حتى كان النبي ﷺ، فبعث عام الفتح تميم بن أسيد الخزاعي فجدّدها١، ثم لم تحرك حتى كان عمر بن الخطاب فبعث أربعة من قريش فجددوها: مخرمة بن نوفل، وسعيد بن يربوع، وحُويطب بن عبد العُزى، وأزهر بن عبد عوف، ثم جدَّدها معاوية، ثم أمر عبد الملك بتجديدها. وقيل: أن آدم ﵇ لما أهبط إلى الأرض خاف على نفسه من الشياطين، فاستعاذ بالله، فأرسل الله تعالى ملائكة حَفَّوا بمكة من كل جانب، ووقفوا حواليها، فحرّم الله تعالى الحرم حيث وقفت الملائكة٢.
وأما عن المواقيت المكانية ففي الصحيحين عن ابن عباس أن النبي ﷺ وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة٣، ولأهل الشام الجُحْفَة٤، ولأهل نجد قَرْنَ المنازل٥، ولأهل اليمن يَلَمْلَمْ٦، وقال: "هنَّ لهن ولكل آتٍ عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل