Следы первопроходцев в упорядочении государств

ал-Хасан аль-Аббаси d. 725 AH
147

Следы первопроходцев в упорядочении государств

آثار الأول في ترتيب الدول

Жанры

م أهل الشريعة، وقد يعزر بثالث من الكثاب؛ فصاحب الشريعة يفرر ما يسوغ فيها ويدفع ما لا يسوغ، وصاحب السيف يرتب ما لا مضرة(1) فيه على الملك ولا جنده ولا حيف ولا مخاطرة، والكاتب يحفظ قوانين السياسة ورسوم المكاتبات وأدب المخاطبات.

وفى هذا الوقت اقتصر على رسولين : صاحب سيف، وصاحب قلم، وفى إنفاذ رسول واحد أمين كفاية سيما إذا كان كاف في أموره موثوق بمحبته للدولة ومناصحته، فليستخر الله تعالى الملك وليرسله ويكتب معه الكتاب ويكتب له تذكرة بما لا يكون في الكتاب أو بما يحتاج إلى البيان ويشافهه بذلك ليصح إبلاغه عنه، وإن كانت فيه أهلية لتفويض سماع. ما يرد عليه ورد الاجوبة حسب ما تقتضيه المصلحة فعل؛ فان الناس تتفاوت(2) أقدارهم وأخطارهم.

ويحذر أن يكون الرسول شارب خمر(1)، وإن كان فليتركه في ذلك الوقت بالكلية؛ فان الخمر تفضح شاربها وتطلع على ما في نفسه من(1) الاسرار؛ فقد كانت الحزمة من ملوك الفرس تحرم على الرسل شربها، وتضرب عليه الأعناق عند المخالفة وكانوا إذا ورد عليهم رسول من الهند أو الترك أو الروم أقاموا له الضيافات والرواتب، وبعثوا له بالخمر والأغاني والملاهي؛ فان أجاب إلى ذلك طمعوا فيه واطلعوا على جميع أسراره وهان عليهم، وإن امتنع نبل قدره عندهم وعلم سداده. وإن كان الرسول من عند بعض الاعداء فينبغى أن يشدد حجابه، ولا يؤذن لأحد أن يجتمع به، فربما أفسد قلوب جماعة من أركان الدولة ورعاياها.

Страница 192