Причины радости в удивительных рассказах арабов
أسباب الطرب في نوادر العرب
Жанры
فينما أنا أسبح نظرت جزيرة فقصدتها، وحصلت فيها، وقد بطلت قوتي، وذهب عقلي، وطرحت نفسي عليها كالتالف، فلم أحس إلا بحرارة الشمس قد نبهتني، فرجعت أطلب شجرة رأيتها في الجزيرة؛ لأستظل بها، فرأيت السبع مقعيا على ذنبه بشاطئ الفرات، فقل فزعي منه، وأقمت مستظلا بالشجرة أشرب من ذلك الماء إلى العصر، فإذا أنا بزورق منحدر، فصحت به، وحلفت لهم أن ما بالجزيرة أحد سواي، وأومأت لهم إلى الأسد، وقلت لهم: قصتي ظريفة طويلة وإن تجاوزتموني كنتم أنتم قد قتلتموني، فالله الله في. فرقوا لي، ودخلوا إلي يحملوني، فلما صرت في الزورق ذهب عقلي، فما أفقت إلا في اليوم الثاني فإذا علي ثياب نظاف، وقد غسلت جراحاتي، وجعل فيها الزيت والأدوية، وأنا بصورة الأحياء، فسألني أهل الزورق عن حالي فحدثتهم.
وبلغنا إلى هيت، فأنفذت إلى العامل من عرفه خبري، فبعث لي من يحملني إليه، فتوجع لي، وقال: ما أظن أنك أفلت فالحمد لله. فحدثته كيف نجيت، فعجب وقال: بين الموضع الذي حملك أهل الزورق منه مشاق أربعين فرسخا على غير محجة. فأقمت عنده أياما، ثم أعطاني نفقة وثيابا وزورقا، فجئت إلى بغداد، فكنت أتعالج عشرة أشهر، حتى صرت هكذا، ثم خرجت وقد افتقرت وأنفقت جميع ما كان في بيتي، فلما أقمت بين يدي الوزير رق لي، وأطلق لي مالا، وأخرجني إليكم.
الطفل المقمط (2 : 85)
عن ديسم بن إبراهيم بن شاذلويه المتغلب، كان بأذربيجان لما ورد حضرة سيف الدولة يستنجده على المرزبان محمد بن مسافر السلار لما هربه عنها، قال: إن بناحية أذربيجان واديا يقال له الرأس، شديد جرية الماء جدا، وفي أرضه حجارة كثيرة بعضها ظاهر من الماء، وبعضها مغطى بالماء، وليس للسفن فيه مسلك، وله أجراف هائلة، وبه قنطرة يجتاز عليها المارة، قال: كنت مجتازا عليها في عسكري، فلما صرت في وسط القنطرة رأيت امرأة تمشي وتحمل ولدا طفلا في القماط، فزاحمها بغل محمل، فطرحت نفسها على القنطرة فزعا، فسقط الطفل من يدها إلى النهر، فوصل إلى الماء بعد ساعة؛ لبعد ما بين القنطرة وصفحة الماء، ثم غاص، وارتفعت الضجة في العسكر.
ثم رأينا الصبي قد طفا على وجه الماء، وقد سلم من تلك الحجارة، وكان الموضع كثير العقبان، ولها أوكار في أجراف ذلك النهر، ومنها يصاد أفراخها، (قال): فحين ظهر الطفل في قماطه صادف ذلك عقابا طائرا، فرآه فظنه طعمة، وانقض عليه وشبك مخالبه في القماط وطار به، وخرج إلى الصحراء، فطمعت في تخليص الطفل، فأمرت جماعة أن يركضوا وراء العقاب ففعلوا، وتبعتهم بنفسي لمشاهدة الحال، فإذا العقاب قد نزل إلى الأرض، وابتدأ يمزق قماط الصبي ليفترسه، فحين رأوه صاحوا بأجمعهم، وقصدوه ومنعوه عن الصبي فطار، وتركه على الأرض، فلحقنا الصبي فإذا هو سالم ما وصل إليه جرح، وهو يبكي، فقيأناه حتى خرج الماء من جوفه، وحملناه سالما إلى أمه.
نجاة ابن أبي قبيصة من الأسر والقتل (1 : 111-113)
حدثني جماعة من ثقات أهل الموصل أن فاطمة بنت أحمد بن علي الكردي زوجة ناصر الدولة أم أبي تغلب اتهمت عاملا كان لها يقال له ابن أبي قبيصة من أهل الموصل بخيانة في مالها، فقبضت عليه وحبسته في قلعتها، ثم رأت أن تقتله، فكتبت إلى المتوكل بالقلعة بقتله، فورد عليه الكتاب، وكان لا يحسن أن يقرأ ولا يكتب، وليس عنده من يقرأ ويكتب إلا ابن أبي قبيصة، فدفع الموكل بالقلعة الكتاب إليه، وقال له: اقرأ. فلما رأى فيه الأمر بقتله قرأ الكتاب بأسره إلا حديث القتل، ورد الكتاب عليه. وقال ابن أبي قبيصة: ففكرت وقلت: أنا مقتول ولا آمن أن يرد كتاب آخر في هذا المعنى، ويتفق حضور من يقرأه غيري فينفذ الأمر في، وسبيلي أن أحتال عليه بحيلة، فإن تمت سلمت، وإن لم تتم فليس يلحقني أكثر من القتل الذي أنا حاصل فيه.
فتأملت القلعة فإذا فيها موضع يمكن أن أطرح نفسي منه إلى أسفل، إلا أن بينه وبين الأرض أكثر من ثلاثة آلاف ذراع، وفيه صخر لا يجوز أن يسلم معه من يقع عليه. (قال): فلم أجسر. ثم ولد لي الفكر أني تأملت الثلج قد سقط عدة ليال قطعا فغطى تلك الصخور، فصار فوقها أمر عظيم يجوز إن سقطت عليه وفي أجلي تأخير أن ينكسر بعض بدني وأسلم. (قال): وكنت مقيدا، فقمت لما نام الناس فطرحت نفسي من الموضع قائما على رجلي، فحينما حصلت في الهواء ندمت، وأقبلت أستغفر الله وأتشهد، وغمضت عيني حتى لا أرى كيف أموت، وجمعت رجلي بعض الجمع؛ لأني كنت سمعت قديما، أن من اتفق عليه أن يسقط قائما من مكان عال إذا جمع رجليه ثم أرسلها إذا بقي بينه وبين الأرض قدر ذراع أو أكثر؛ أمكنه أن يسلم، وينكسر حد السقطة، ويصير كأنه بمنزلة من سقط من ذراعين، (قال): ففعلت ذلك.
فلما سقطت إلى الأرض ذهب عني أمري، وزال عقلي ثم آب إلي، فلم أجد ما كان ينبغي أن يلحقني من ألم السقوط من ذلك الموضع، فأقبلت أجس أعضائي شيئا فشيئا فأجدها سالمة، وقمت وقعدت وحركت يدي ورجلي، فوجدت ذلك كله سالما، فحمدت الله - تعالى - على تلك الحال، وأخذت صخرة، وكان الحديد الذي قد صار في رجلي كالزجاج لشدة البرد. (قال): فضربته ضربا شديدا فانكسر، فطن حتى ظننت أنه سيسمعه من في القلعة لعظمه فينتبهون إلي، فسلم الله - عز وجل - من هذا أيضا، وقطعت تكتي، وشددت ببعضها القيد على ساقي، وقمت أمشي في الثلج، فمشيت طويلا ثم خفت أن يروا آثاري من غد في الثلج على المحجة فيتبعوني فلا أفوتهم؛ فعدلت عن المحجة إلى نهر يقال له الخابور، فلما وصلت إليه وصرت إلى شاطئه نزلت في الماء إلى ركبتي، وأقبلت أمشي كذلك فرسخا حتى انقطع أثري، ثم خرجت لما كادت أطرافي تسقط من البرد فمضيت على شاطئه، ثم عدلت أمشي فيه وربما حصلت في موضع لا أقدر على المشي فيه؛ لأنه يكون جرفا فأسبح، واستمريت على ذلك أربعة فراسخ حتى حصلت في خيم فيها أقوام، فأنكروني وهموا بي، فإذا هم أكراد، فقصصت عليهم قصتي، واستجرت بهم فرحموني، وأوقدوا بين يدي وأطعموني وستروني، وانتهى الطلب من غد إليهم، فما أعطوا خبري أحدا. فلما انقطع الطلب سيروني حتى دخلت الموصل مستترا، وكان ناصر الدولة ببغداد إذ ذاك، فانحدرت إليه، وأخبرته بخبري كله، فعصمني من زوجته، وأحسن إلي وصرفني.
ابن جصاص وأعدال الخيش (1 : 113-114)
Неизвестная страница