Причины радости в удивительных рассказах арабов
أسباب الطرب في نوادر العرب
Жанры
وانحدرت إلى البصرة وداري قد عمرت، وضيعي قد كثرت، ونعمتي قد فشت، فما تأخر عني أحد، فلما كان في اليوم الثالث تأملت أصاغر من جاءني، فإذا البقال وعليه عمامة وسخة ورداء نظيف وجبة قصيرة وقميص طويل في رجله جرموقان، وهو بلا سراويل، فقال لي: كيف أنت يا عبد الملك؟ فاستضحكت من حماقته وخطابه لي بما كان يخاطبني الرشيد، فقلت: «بخير، وقد قبلت وصيتك، وجمعت ما عندي من كتب العلم وطرحتها في الدن كما أمرت، وصبيت عليه من الماء للعشرة أربعة، فخرج ما ترى.» ثم أحسنت إليه بعد ذلك، وجعلته وكيلي.
الهميان الضائع (2 : 11-13)
حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله العبقسي، قال: حدثني بعض تجار أهل الكرخ ببغداد، عن صديق له قال: كنت أعامل رجلا من الخراسانية أبيع له في كل سنة متاعا يقدم به، فأنتفع من سمسرته بألوف كثيرة، فلما كان سنة من السنين تأخر عن الحج، فأثر ذلك في حالي، ثم توالت علي محن، فأغلقت دكاني، وجلست في بيتي مستترا من دين ركبني ثلاثا أو أربع سنين، فلما كان في وقت ورود الحجاج، تتبعت نفسي لأعرف خبر الخراساني طمعا لإصلاح حالي بوروده، فمضيت إلى سوق يحيى فلم أعط له خبرا. ورجعت فنزلت إلى الجزيرة وأنا تعب مغموم، وكان يوما حارا، ونزلت إلى دجلة فسبحت وصعدت وأنا رطب فابتل موضع قدمي، وخطوت فعلقت برجلي قطعة رمل، فانكشف سير، فلبست ثيابي، وغسلت رجلي وجلست مفكرا، أولع بالسير فانجر، فلم أزل أجره حتى بان لي هميان من جلد فأخرجته، فإذا هو مملوء، فأخفيته تحت ثيابي، وجئت إلى منزلي ففتحته فإذا فيه ألف دينار عينا، فقويت نفسي به قوة شديدة، وقلت: اللهم لك علي أني متى صلحت حالي بهذه الدنانير وعادت أن أتحرى خبر هذا الهميان، فمن علمت أنه له رددته عليه بقيمة ما فيه من الدنانير، واحتفظت بالهميان، وأصلحت أمري مع غرمائي، وفتحت دكاني وعدت إلى رسمي في التجارة والسمسرة، فما مضت علي إلا ثلاث سنين حتى صار في ملكي عين وورق بألوف دنانير، وجاء الحجاج فتبعتهم لأعرف خبر الهميان، فلم يعطني أحد خبره.
فصرت إلى دكاني، فأنا جالس وإذا برجل قائم حيال دكاني أشعث أغبر، وافي السبال في خلقة سؤال الخراسانية وزيهم، فظننته سائلا فأومأت إلى دريهمات لأعطيه فأسرع الانصراف، فارتبت به وقمت فلحقته فتأملته، فإذا هو صاحبي الذي كنت أنتفع من سمسرته في كل سنة، فقلت له: ما الذي أصابك؟ وبكيت رحمة له فبكى، وقال: حديثي طويل. فقلت: البيت البيت. فحملته فأدخلته الحمام، وألبسته ثيابا نظافا، وأطعمته ثم سألته عن خبره، فقال: أنت تعرف حالي ونعمتي، وإني أردت الخروج إلى الحج بعد آخر سنة جئت إلى بغداد، فقال لي أمير بلدي: عندي قطعة ياقوت أحمر كالكف لا قيمة لها عظما وجلالة ولا تصلح إلا للخليفة، فخذها معك وبعها لي ببغداد، واشتر لي بها متاعا طلبه من عطر وظرف بكذا وكذا، واحمل الباقي مالا. فأخذت القطعة وهي كما قال، فجعلتها في هميان من صفته كيت وكيت (قال: ووصف الهميان الذي عندي)، وجعلت في الهميان ألف دينار عينا من مالي، وجعلته على وسطي، فلما جئت إلى بغداد نزلت أسبح في الجزيرة بسوق يحيى، وتركت الهميان وثيابي بحيث ألاحظهما، فلما صعدت من دجلة لبست ثيابي وقد غربت الشمس وأنسيت الهميان فلم أذكره إلا من غد، فغدوت لطلبه وكأن الأرض قد ابتلعته، فهونت على نفسي المصيبة، وقلت: لعل قيمة الحجر خمسة آلاف دينار أغرمها. فخرجت إلى الحج، وقضيت حجي، ورجعت إلى بلدي فأنفذت إلى الأمير ما جملته به، وأخبرته بخبري، وقلت له: خذ مني تمام الخمسة آلاف دينار. فطمع وقال: قيمة الحجر خمسون ألف دينار. وقبض على جميع ما أملكه من مال ومتاع، وأنزل صنوف المكاره بي، وحبسني سبع سنين كنت أتردد فيها في العذاب، فلما كان في هذه السنة، سأله الناس في أمري فأطلقني، فلم يمكنني المقام في بلدي وتحمل شماتة الأعداء، فخرجت على وجهي أعالج الفقر بحيث لا أعرف، وجئت مع الخراسانية أمشي أكثر الطريق، ولا أدري ما أعمل؛ فجئت لأشاورك في معاش أتعلق به.
فقلت: يا هذا، قد رد الله - عز وجل - عليك ضالتك، هذا الهميان الذي وصفته عندي، وقد كان فيه ألف دينار أخذتها، وعاهدت الله - عز ذكره - أني ضامنها لمن يعطيني صفة الهميان، وقد أعطيتني صفته، وعلمت أنه لك. وقمت فجئت بكيس فيه ألف دينار. فقلت: خذها وتعيش بها ببغداد، فإنك لا تعدم خيرا إن شاء الله - تعالى. فقال لي: يا سيدي، الهميان بعينه عندك لم يخرج عن يدك؟ قلت: نعم. فشهق شهقة، ظننت أنه قد تلف منها، وخر ساجدا فما أفاق إلا بعد ساعة، ثم قال: ائتني بالهميان. فجئته به، فقال: سكين. فأعطيته، فخرق أسفله واستخرج منه حجر ياقوت أحمر كالكف، فأشرق البيت منه، وكاد أن يأخذ بصري شعاعه، وأقبل يشكرني ويدعو لي، فقلت: خذ دنانيرك. فحلف بكل يمين أنه لا يأخذ منها شيئا إلا ثمن ناقة ومحمل ونفقة تبلغه خراسان، فاجتهدت به، فبعد جهد أخذ ثلاثمائة دينار، وأحلني من الباقي.
فلما كان في العام الماضي جاءني بقريب مما كان يجيئني به سالفا، فقلت: خبرك؟ فقال: مضيت، وشرحت لأهل البلد خبري، وأريتهم الحجر، فجاء معي وجوههم إلى الأمير، وأعلموه القصة وخاطبوه في إنصافي، فأخذ الحجر ورد علي جميع ما كان أخذه مني من مال وعقار وضياع وغير ذلك، ووهب لي مالا من عنده وقال: اجعلني في حل مما عذبتك به. فأحللته، وعادت نعمتي على ما كانت عليه، وعدت إلى تجارتي ومعاشي، وكل هذا بفضل الله - عز وجل - وبركتك، فعل الله بك وصنع. (قال): وكان يجيئني في كل سنة إلى أن مات.
الدراهم المنتثرة (1 : 60-61)
لما خرج طاهر بن الحسين إلى محاربة علي بن موسى بن ماهان جعل ذات يوم في كمه دراهم يفرقها على الفقراء، ثم أسبل كمه ناسيا، فانتفضت الدراهم فتطير من ذلك واغتم، فانتصب له شاعر فقال:
هذا تفرق جمعهم لا غيره
وذهابه منه ذهاب الهم
Неизвестная страница