ولكن الآلهة الآخرين بدءوا يلاحظون كثرة غياب ديانا عن السماء، وأن عربتها تسير بسرعة غير منتظمة عبر السماء، ثم شرعوا يتجسسون عليها. وسرعان ما انكشف سرها وذاع بين كل من في أوليمبوس الشاهق، وكان بعضهم، ولا سيما فينوس، يود لو يسخر منها لولا أن جوبيتر قمعهم. وخشي أبو الآلهة والبشر أن يأتي وقت تهمل فيه ديانا، بسبب ذلك الصبي الراعي، تهمل واجبها الأصلي، وهو إضاءة السماء ليلا.
لذلك اعتزم جوبيتر أن يفرض على إنديميون اختيارا عسيرا. فاستدعى إليه ذلك الشاب وخيره بين أمرين لا ثالث لهما. إما أن يموت بأية طريقة يختارها، أو يغط في نوم أبدي. فاختار إنديميون المصير الأخير، ولا يزال نائما في كهف بجبل لاتموس، حتى تستطيع ديانا أن تنظر إليه من نقطة معينة، وهي في طريقها عبر السماء.
كيف صار أوريون من ساكني السماء
اعتقد الإغريق أن مجموعة نجوم أوريون (برج الجوزاء) كانت في الأصل جسم عملاق ضخم ابن نبتبون. كان رجلا جميل المنظر وصيادا متحمسا، يزهو كثيرا بمنظره وبمهارته في الصيد. وقد أولعت به ديانا ولعا كبيرا، حتى اشتبه البعض في وجود علاقة حب بين ربة القمر وبين أوريون. وفي بعض الأحيان نهرها أبولو على شدة اهتمامها بهذا الصياد، ولكن دون جدوى.
وذات يوم أشار أبولو لشقيقته إلى نقطة سوداء بعيدة في المياه، وتحداها أن تستطيع إصابتها بسهمها. فما كان منها إلا أن أمسكت بقوسها، وأطلقت منها سهما أصاب النقطة. غير أنها أدركت بعد فوات الأوان، أنها قتلت أوريون. فحزنت عليه، ثم وضعته بين النجوم في السماء، حيث يتبعه كلبه سيريوس (نجم الشعرى) يجري أمامه الأرنب، وتفزع من مجيئه البلياديس (برج الثريا).
ويعتقد الإغريق أن البلباديس كانت عذراوات بنات أطلس، طاردهن أوريون حتى برمن به، فطلبن العون من جوبيتر، فحولهن إلى يمام، ثم إلى نجوم.
انتقام ديانا وأبولو
إن حقد أبولو الظاهر في بعض الحلقات، ليتجلى أيضا في قصة نيوبي ابنة ملك تانتالوس، تزوجت نيوبي بأمفيون بن جوبيتر. وفي وقت ما دأبت على أن تزهو بنسبها وبزوجها وبأسرتها المكونة من سبعة أبناء شجعان وسبع بنات فاتنات، وتمادت في زهوها بغطرسة وصلف.
وذات مرة، في عيد لاتونا والدة أبولو وديانا، أخذت نيوبي تملأ شدقيها فخرا بأسرتها، حتى خرجت عن طورها فأمرت الناس، في غرورها الكاذب، بأن يكفوا عن عبادة لاتونا ذات الطفلين الاثنين، ويقدموا لها (أي لنيوبي) فروض التبجيل بدلا من لاتونا، وأن يكون تبجيلهم إياها سبعة أضعاف تبجيلهم لاتونا.
سمعت لاتونا بهذا الصلف، فخاطبت ابنها وابنتها وعنفتهما على سكوتهما إزاء تلك الغطرسة، وكانا هما أنفسهما حانقين من قبل مثل والدتهما؛ لاختيال نيوبي وتكبرها، فصمما على معاقبة تلك المرأة الحمقاء من فورهما.
Неизвестная страница