وسكت فترة لا يعلم مداها، وأخذ يفكر.
أيقول لزوجته ما رآه؟! أيقول لها إن ذراعها كانت ملتفة حول خصر صديق العائلة، أو يسكت فيترك للكارثة أن تبلغ مداها؟!
لكنه لم يطق السكوت، ولعله خر صريع عواطفه؛ فقد انفجر في حنق وتناثر الكلام على شفتيه: إن سهام تسير في طريق خطر، لقد رأيتها تخاصر صديق العائلة الذي تتحدثين عنه أمس، كيف يحدث ذلك و...
وانتهى من حديثه ليجابه فترة صمت ثقيلة، وليجابه عيني زوجته تنظران إليه في دهشة واستغراب!
وقالت زوجته أخيرا: لكن ما دخلك أنت، وما ذنبي أنا؟ إنك غاضب أكثر مما يجب، إنك لست زوجها، ولست مسئولا عنها!
وطرقت كلماتها الأخيرة أذنيه طرقا عنيفا أيقظ عقله.
إنه ليس زوجها حقا، وليس مسئولا عنها، لكنه مع ذلك يحبها!
أيجرؤ أن يقول لزوجته؟
أيجرؤ أن يقول إنه يغار عليها أكثر من زوجها؟
إنه لا يجرؤ على شيء من ذلك، وكل ما فعله أن ارتدى ملابسه مسرعا، وهبط الدرج مسرعا، وعندما سار وحده في الطريق أخذ يتأمل موقفه من جديد!
Неизвестная страница